توقع اقتصاديون أن يؤدي تطوير حقلي مدين وشعور للبترول والغاز في تبوك إلى إيجاد العديد من الفرص الوظيفية لأهالي تبوك، فضلا عن تحسن المستوى التنموي بالمنطقة. ويقع حقل غاز (شعور) في شمال المنطقة المغمورة من البحر الأحمر على بعد 26 كيلو مترا شمال غرب ميناء ضباء على ساحل البحر الأحمر وتبعد 180 كيلومترا جنوب غرب مدينة تبوك، ويعتبر إضافة اقتصادية مهمة لبلادنا في إنتاج الغاز . وتشير المعلومات الأولية التي حصلت عليها «عكاظ» إلى أن حقل شعور تدفق بمعدل 10 ملايين قدم مكعبة قياسية في اليوم عند اختبار مكمن الوجه في بئر (شعور) على عمق 17700 قدم، كما تدفق الغاز بمعدل 5.2 مليون قدم مكعب قياسية في اختبار آخر على عمق 17275 قدما، أما حقل مدين فيقع بالقرب من محافظة البدع على بعد 210 كيلو مترات تقريبا وسوف يبدأ إنتاج الغاز من حقل مدين هذا العام 2013م. وقال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية: إن الشركة تتوقع بدء إنتاج الغاز من حقل مدين هذا العام. أما حقل مدين الذي تم اكتشافه في الثمانينيات الميلادية فيختزن احتياطيات كبيرة، لكنه لم يذكر تفاصيل عن كميات الغاز أو جدول بدء الإنتاج. ويجري تقديم العروض لبناء المنشآت في مدين وإقامة محطة معالجة بطاقة 75 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز وخط أنابيب لنقل الغاز إلى محطة كهرباء في مدينة ضباء. وكان عقد اتفاق تم توقيعه مع المؤسسة العامة للموانئ لبناء منشأة تخزين مساحتها 30 ألف متر مربع مرتبطة باكتشاف للغاز مؤخرا في البحر الأحمر بضباء وبحقل مدين. وتعطي اكتشافات الغاز الأخيرة التي قامت بها أرامكو السعودية في تبوك دلالة على أن المنطقة واعدة بخيرات عميمة وأن بداية برنامج الحفر في المرحلة الأولى، التي شملت حفر سبعة آبار منها ما هو في المياه العميقة وما هو في المياه غير العميقة القريبة من شاطئ البحر الأحمر مثل البئر الأول الذي أطلق عليه بئر (شعور) الذي جرت فيه عملية الحفر . وأن أول إنتاج للغاز من منطقة تبوك سيبدأ من حقل مدين في 2013م وسيمد الغاز منه عن طريق خط أنابيب من مدين إلى ضباء وستنشأ محطة كهرباء وشبكة توزيع في المنطقة الصناعية في ضباء. «عكاظ» التقت بعدد من الخبراء الاقتصاديين ورجال الأعمال الذين تحدثوا عن هذه الاكتشافات التي تدعم النشاط الاستثماري في المنطقة وتعمل على خلق فرص وظيفية جديدة. وقال الاقتصادي بتبوك خالد كساب: إن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي أثناء زيارته التفقدية للمواقع البترولية وآبار الغاز المكتشفة والمعادن في تبوك تحمل بشارات كثيرة لأهالي المنطقة، والاكتشافات الجديدة للحقول في تبوك مثل حقل (شعور) في ضباء، وحقل (مدين) سابقا ستبدأ في العمل بعد الانتهاء من بعض الخطوات والتطوير، وأكد أنه طالما اكتشفت سيتم تطوير العمل بها وتشغيلها حتى ندعم الاستهلاك المحلي من الغاز، اكتشافات في تبوك على اليابسة وعلى البحر وكلها خير وهذا يدل على هذه المواقع سوف توفر الطاقة الكهربائية والغاز، إضافة إلى أنها ستساهم في إنشاء مناطق صناعية الأمر الذي سيجعل من تبوك منطقة صناعية من خلال هذا الاكتشاف الذي سيمنحها بعدا صناعيا واقتصاديا وسوف يخلق العديد من الفرص الوظيفية التي تحتاجها المنطقة. وقال رجل الأعمال أحمد عطيه الحارثي: إن اكتشافات وزارة البترول في منطقة تبوك في حقل شعور ومدين تعد من الاكتشافات الهامة التي ستغذي المنطقة بالكهرباء والغاز، ناهيك عن المناطق الصناعية التي ستنشأ جراء هذا الاكتشاف في إضافة بعد حيوي هام للمنطقة، سوف يجعلها في المقدمة من ناحية التصنيع والاستثمار كمكون رئيسي لاقتصادياتها الواعدة وهذا سيجعلها تأخذ مكانتها على خارطة الاقتصاد الوطني. وقال رئيس الغرفة الصناعية بتبوك عبدالله بن عبدالمحسن البازعي: برزت المواد الخام كعنصر فاعل في نمو النشاط الصناعي في منطقة تبوك والذي يعتبر إلى جانب النشاطين الرئيسين الزراعي والسياحي. ويأتي استثمار خام الحديد في وادي الصواوين من قبل شركة التعدين الوطنية صاحبة الامتياز بعد نجاح فرص استثمارية سابقة في استثمار مواد خام معدنية. وقال رجل الأعمال بتبوك عبدالله عابدين بخاري: لا شك أن اكتشافات الغاز الأخيرة التي قامت بها أرامكو السعودية في منطقة تبوك في البحر الأحمر تعطي دلالة على أن المنطقة تزخر بالخيرات وستكون هذه الاكتشافات لها الأثر الكبير في دعم الاقتصاد الوطني، فمنطقة تبوك تعيش أحلى أيامها بهذه الاكتشافات التي تجعلها من المناطق الهامة في الثروات النفطية. فيما أكد رئيس المجلس البلدي جمال بن سداد الفاخري على أن منطقة تبوك مقبلة على نقلة حضارية ونوعية في مجال الصناعات التعدينية وأن اكتشاف حقلي شعور ومدين بالمنطقة سيساهم في خلق الفرص العديدة في المجالين الصناعي والتعديني وهذه خطوة سوف تتبعها خطوات أكبر لتصبح هذه المنطقة على رأس هرم التعدين الصناعي في مستقبل واعد يبشر بالخير .