انتشر في الآونة الأخيرة استخدام برنامج (ماذا يحدث؟) «What's up» في الجوالات، كوسيلة تواصل اجتماعي سريعة ومباشرة وخاصة للعائلة ولذوي الاهتمامات والأهداف الواحدة كمجموعة لا تتعدى 30 شخصا. وإحدى أهم هذه المجموعات والمنضمة لها شخصيا هي مجموعة من السيدات من مختلف الأعمار، والتوجهات، والمهن، والاهتمامات، والخلفيات. جمعنا هدف واحد وهو مواطنتنا وهمنا الأكبر الإنسان والمكان، حيث نتبادل الموضوعات الجادة والمتعلقة بكيفية مشاركة المرأة في المجتمع على جميع المستويات المناسبة لها. وهن عينة سعودية تمثل المجتمع بصدق وواقعية فمنهن ربات المنزل، والموظفة الحكومية، والموظفة في القطاع الخاص، والشركات العالمية، والمهنية، وسيدة الأعمال، والأكاديمية، والطالبة المبتعثة. وجميعهن مثقفات على درجة عالية من الوعي والرغبة بالتغيير المجتمعي للأفضل. ولم تمنع جدية الموضوعات من التنقل بين الهزل والجد في تحليل بعض الموضوعات الساخنة الاقتصادية مثل موضوع (ميزانية المملكة) ومن بعض التعليقات المطروحة. (أملي أن أشوف مجمعات سكنية للأسر الفقيرة ، تخصيص 29 مليار بس من جد حتوصل للفقراء ؟ لو استلمت سيدة الوزارة ستريهم الأمانة في العمل، خليهم يعطوني الفلوس بس وأنا أوريهم كيف الشغل الصح ) وغيرها من التعليقات الطريفة، وبالفعل أثبتت الدراسات العالمية أن وجود المرأة في أية مؤسسة يقلل من الفساد بها، كما أنها عندما تتولى أي منصب قيادي تكون حريصة على موقعها لعدة اعتبارات، أهمها الخوف من النظرة المجتمعية، وعدم امتلاك الشجاعة في الإقدام على مخالفة القانون، فمثلا قامت شرطة نيو مكسكيو بتعيين 60 شرطية بدلا من 900 شرطي لتأكدهم من انخفاض قابلية المرأة للفساد. ولعل السؤال متى تشارك المرأة السعودية المؤهلة في وضع و تنفيذ بنود الميزانية السعودية ؟ كمسؤولة في المناصب القيادية. * مستشار اقتصادي