مؤلم أن تتبخر الأحلام .. وتندثر الحقائق في زمن المعلومات المباحة والحقائق المتاحة. فلقد كتب الأستاذ محمد الساعد فيما نشرته «الحياة» يوم الأربعاء 13/2/1434ه يسأل ((حد يعرف مصير أرض «مكتبة جدة»؟)). وللتاريخ فإني أسجل اليوم أن فكرة إنشاء المكتبة العامة في جدة تعود إلى عام 1410ه حينما طالب المثقفون والكتاب بإنشاء مكتبة عامة بجدة. ولقد تبنى الفكرة أمير منطقة مكةالمكرمة يومذاك صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله، وتقرر إقامة المكتبة في قلب جدة غرب القنصلية الأمريكية لتكون معلما من معالم جدة وليسهل على الجميع الوصول إليها للاستفادة بما ستشتمل عليه من نفائس الكتب وقد بدأت الخطوات العملية لإنشاء المكتبة حينما وضع الأمير ماجد بن عبدالعزيز حجر الأساس للمكتبة في 16/12/1416ه، وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه في 1417ه عن تبرعه بمبلغ 15 مليون ريال لمشروع المكتبة، إضافة إلى تبرعه بالأرض البالغ قيمتها 25 مليون ريال. هذا ما شهدناه وقرأناه بالصحف ولكن الذي حدث أنه تم إقامة مبنى متواضع على أرض من أراضي جامعة الملك عبدالعزيز ، أو كما قال أخي محمد الساعد فيما كتب بالحياة كما أسلفت: أن الأرض والموقع «اللقطة» أسال لعاب الكثير، فتم على عجل، تلبيس جامعة الملك عبدالعزيز المكتبة، واقترح عليها نقل المكتبة من قلب جدة الذي وضع فيه حجر الأساس إلى داخل المدينة الجامعية، ومن دون أن يفهم أحد ماهية القصة بالضبط. وفي ذلك الوقت المالي العصيب لم تكن الجامعة مستعدة أبدا للقيام بعبء بهذا الحجم، لكنها وانطلاقا من دورها العلمي اضطرت إلى قبول النقل، وحددت جزءا من مبانيها المستقبلية مقرا للمكتبة، وعلى الرغم من أن المكتبة اكتملت الآن، إلا أنها أصبحت جزءا من المقار العلمية للجامعة، وأخذت صبغتها الجامعية وروحها الأكاديمية، وخرجت عن كونها مكتبة عامة للمدينة. إنه لأمر عجيب فمكتبة الجامعة تغني طلابها عن أي مكتبة أخرى، فلماذا تقام مكتبة جدة إلى جوار الجامعة وعلى أراضيها؟ ثم ما هو مصير الأربعين مليون ريال التي تبرع بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله؟ وماذا يراد بأرض المكتبة غرب القنصلية الأمريكية «الموقع الذهب» والتي أحاطوها بسياج لإخفاء معالم حجر الأساس الذي وضعه الأمير ماجد رحمه الله على أرض دفع ثمنها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد لتكون معلما من معالم جدة فإذا بها تصبح مرمى للقمائم ومنتجعا للحيوانات الضالة في انتظار مصير لا يعلمه إلا الله ومن حول مشروع المكتبة عنها؟ للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة