لست بصدد تقييم الجمهور الأهلاوي، فالمعروف لا يعرف ولاسيما والإجماع حول أفضليته باق تتناقله الألسن وهي شهادة منافسين لا لبس فيها، كيف لا وهو نار الأهلي تحت رمادها والمنتشل لفريقه في كل مرة يراهن فيها المراهنون على بيات ينقلب بين عشية وضحاها إلى صحوة وأي صحوة. الجماهير وحينما نصل إلى حدود النقد فإنها ليست بمنأى عنه، ولاسيما وهي الناقدة للاعبيها وإداراتها وأعضاء شرفها وإعلامها وبكل أريحية دون اعتراض من منقود، وعليه فإنه لزاما عليها أن تقبل هي بدورها النقد على القصور أو الأخطاء التي تقترفها نزولا عند أعراف (ما لك وما عليك). محمد مسعد ابن من أبناء النادي وأحد القلائل الذين حفظوا الود للأهلي حينما كان نجما تتهافت عليه العروض من كل حدب وصوب، فهو من ضحى في أوقات سابقة بالأكثر ليرضى بأقل الأهلي وهو الكلام المثبت والبعيد عن الخطب والتنظير، وهو ذاته الذي يتعرض اليوم لهذا الهجوم العنيف. أتفق مع من يقول إن المسعد ليس المسعد وأتفق مع من يقول أن الأهلي ليس متاحا لمجاملة من لا يقنع داخل الملعب وأتفق مع من يقول ألا مكان للمسعد في تشكيلة الفريق أو حتى ضمن بدلائها، ولكن كل هذا لا يبرر أن يعامل المسعد من قبل (بعض) جماهير الأهلي بهذه القسوة والإنكار للجميل. (انقلع.. بلا كرامة.. اخجل) مفردات أنا شاهدها وتوجه يوميا من قبل بعض الجماهير الأهلاوية إلى لاعب أهلاوي هو في خريف عطائه بعد ربيع عمر قضاه في النادي، فكيف تتصورون وقعها ليس على المسعد بل على نجوم آخرين يرون ما يتعرض له زميلهم فيسألون أنفسهم هل هذا مصيرنا القادم؟ اللاعب جندي، فهل سمعتم بجندي يطلب منه القتال فيرفض أوامر قادته بحجة أنه غير مؤهل أو أنه لا يحسن الإمساك بالسلاح؟ هكذا هو اللاعب لا يمكن أن يطلب منه اللعب ويرفض ذلك، فهل سمعتم عن لاعب في أي ناد أو منتخب يرفض اللعب بحجة أن مستواه لا يرتق لتمثيل هذا النادي أو المنتخب؟. خلاصة القول إن المسعد لا يملك تعمد قهر جماهير ناديه بفرض مشاركته، وإذا كان النقد موجها إلى البعض دون تعميم فإن هذا لا يبرئ ساحة بقية لزمت الصمت دون أن يكون لها كلمة توجيه فباركت بذلك الإساءة إلى مدرج ملكي هم الأكثر غيرة عليه، أيها الملكيون الوفاء من شيم الملوك وأنتم كذلك.