تعلقت أعين المراقبين على قمة المنامة في منتصف الأسبوع الأخير فكانت من القمم الرائدة التي ركزت بشكل خاص على التحديات الداخلية والخارجية. ولعل أهم ما جاء في هذه القمة هو أن بددت الشكوك في أن هناك خلافات بين دول المجلس، ففي بداية القمة تم تقديم الشكر لخادم الحرمين الشريفين على افتتاح مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا لتعزيز قيم الحوار. وبارك المؤتمر ما قامت به الكويت من عقد للمؤتمر الدولي الأول للدول المانحة في يناير 2013، لمساعدة الشعب السوري، كما أشادت القمة بزيارة أمير قطر لغزة في أكتوبر. كل ذلك يدل على أن ما تقوم به دول مجلس التعاون متحدة ومنفردة يتم بموافقة جميع الأطراف مما يبدد الشكوك التي أثيرت حول الاختلاف أو التنافس بين دول المجلس. وفي باب التحديات الداخلية ركزت القمة على ضرورة تعزيز روح المواطنة الخليجية. ومن أهم القرارات كانت في الجانب الأمني، حيث صادقت القمة على قرارات مجلس الدفاع المشترك، وباركت إنشاء قيادة عسكرية موحدة، كما أقرت الاتفاقية الأمنية لدول المجلس ونبذ الإرهاب والتطرف بكل أشكاله، ورحب بافتتاح مركز (هواية) في أبو ظبي لمكافحة التطرف. وأقر المجلس دراسات وتنفيذ وتقويم وإنشاء هيئة منظمة الغذاء والدواء، وإنشاء مركز خليجي للصحة العامة والوقائية، ودراسة للاستراتيجية الإعلامية. وفي الجانب السياسي، دعا إيران لعدم التدخل في الشؤون الخليجية، واحتلال الجزر الإماراتية، والبرنامج النووي، كما تعرض للشأن السوري، وأكد على ضرورة انتقال السلطة ومساعدة الشعب السوري في محنته، ولم يغفل البيان الختامي إدانة المجازر الوحشية بحق المواطنين المسلمين في ميانمار. في الواقع لقد جاء البيان الختامي للقمة موضحا لكل المواقف والإنجازات التي تناولتها القمة الخليجية، وهذا ما يشيع الثقة في ضمير الإنسان الخليجي تجاه مستقبله ومستقبل أمته العربية والإسلامية.