بدعوة كريمة، توجهت قبل أيام قلائل للبطولة الدولية الخامسة التي نظمها نادي الشطرنج السعودي في قاعة المريديان بالهدا، إذ كان الجو فاعلا وباهجا على مستوى التنظيم والعمل الجماعي الباحث عن تأسيس رياضة تعتبر من أهم الرياضات الذهنية المعززة لنمو التفكير وارتفاع منسوب الذكاء للصغار والكبار على حدٍ سواء. في هذه الأجواء الماتعة، أخذني هاجس قديم وأنا أتأمل حراك الشباب الحاضر بعقل وثاب وذهن نابه متميز، تحديدا عن محترف هذه اللعبة والمصنف برقم أول دوليا كماغنوس كارلسن، مثلا هل يمارس أمر الدقة والتفكير العميق الصامت في مضمار حياته العادية، بمعنى: هل هو شديد الحساسية نحو وقته كأن يضبط تحركاته بدقة بحيث لا يحتاج حين يريد أن يقصد مكانا معينا أن يسرع في خطواته أو يبطئ فيها؟ وهل حصار النظر المركز في طاولة مربعة قد تجعل منه مقتصدا لا يمكن أن يقدم نظرة لا داعي لها في الخارج؟ هل الهدوء المطلوب في أجواء اللعبة يمكن أن ينتقل على مستوى معترك الحياة اليومية بحيث لا ينفعل أو يهتز حتى في أحلك الظروف؟ أرجو المعذرة -معشر القراء- إن كانت مثل هذه الأسئلة وليدة تفكير ساذج فحينما مات آينشتاين، عالم النظرية النسبية، عرض بعض العلماء وهم من هم أمر انتزاع عقله واستثماره حتى لا يوارى مع جسده ويغيب في الثرى!. ما يهم بعد شكر اللجنة المنظمة في نادي الشطرنج السعودي على هذا الكرنفال الذهني الجميل وشكر الحاضرين من مختلف دول العالم إضافة للمحكم الدولي الأستاذ شاكر العفو، هو في دعم اللجنة الأولمبية العربية السعودية ذات الشخصية الاعتبارية المستقلة خطوات النادي الحريص على نشر رياضة التفكير المغذي خاصة وهو يمارس تنظيم البطولات تباعا وأيضا تقديم كافة الإمكانات في سبيل تكوين الاتحاد السعودي للشطرنج الذي بدوره سيمكن اللاعب السعودي من الحصول على أرقام وتصانيف دولية تتيح له المنافسة في البطولات العالمية والإقليمية تحت علم المملكة السعودية أسوة ببقية اللاعبين في دول العالم.