تمكن طبيب سعودي من نشر حالة نادرة مقلوبة الأعضاء، حيث أجرى عملية جراحية تعد من الطرق الجديدة لاستئصال أكثر من ثلثي الكبد لوجود ورم سرطاني فيه، وذلك على دفعتين. العملية أجراها الدكتور ثامر بن هادي بن ذاكر الغامدي في المستشفى الجامعي لجامعة جورج أوغست في مدينة جوتنجن بألمانيا على رأس فريق طبي يضم عدة تخصصات، وهي طريقة بديلة لعملية استئصال الكبد بعد سد الوريد البابي الكبدي (Portal vein occlusion) مما يسمح بإعادة بناء أنسجة الكبد في حالات الأورام السرطانية التي تكون في الفصوص الرابع، الخامس، والثامن. وتمثلت الخطوة الأولى للعملية في فتح الجدار البطني العلوي للمريض تحت التخدير الكامل عن طريق شق تحت الضلوع في الجهه اليسرى، لأنه مقلوب الأعضاء، يلي ذلك تحريك الكبد بفصل جميع الأربطة المثبتة له، ثم يتم فصل الوريد الكبدي الأيسر والأوسط، ومن ثم فصل فروع الشريان الكبدي الأيمن والأيسر الداخلة للفص الرابع من الكبد، ثم فصل الوريد البابي الكبدي الأيسر والقناه المرارية اليسرى، وبعد ذلك يتم فصل أنسجة الكبد باستخدام الأشعة فوق الصوتية داخل العمليات لتحديد حدود الورم دون استئصال كامل الجزء الكبدي المراد استئصاله وتظل داخل البطن، وبذلك تكون المرحلة الأولى قد انتهت. وبعد سبعة أيام، خضع المريض لأشعة مقطعية للبطن وتحليل فحص حجم الكبد، والذي بين ازدياد حجم الكبد المتبقي بمقدار 425 ملليمتر مكعب أي بنسبة 0.44 % لحجم الجسم، وكانت الكبد بعد ازدياد حجمها كافية لسد حاجة الجسم، وفي اليوم الثامن من العملية الأولى تم اكمال الاستئصال لثلثي الكبد الذي فصلت أنسجته في العملية الأولى. وتم نشر هذه الطريقة المبتكرة في صحيفة عالمية معترف بها تحت اسم الدكتور ثامر الغامدي كناشر رئيس وأعضاء الفريق الطبي الآخرين. وقد تميزت هذه العملية بأنها تعيد بناء أنسجة الكبد بطريقة أسرع من بنائها بعد سد الوريد البابي للكبد (Portal vein). كما أن عملية الاستئصال الكاملة تكون بعد أقل من عشرة أيام من العملية الأولى، أي أنه في هذه الفترة القصيرة تقل جدا احتمالية انتشار الورم مقارنة بإجراء العملية من شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد عملية سد الوريد الداخل للكبد فقط. يذكر أن الدكتور ثامر الغامدي عضو هيئة التدريس بكلية الطب في جامعة الباحة ومبتعث لنيل الزمالة الألمانية لجراحة الأحشاء، وهو من أوائل الكوادر الذين ساهموا في تأسيس كلية الطب بجامعة الباحة تحت إشراف البروفيسور عماد كوشك العميد المؤسس للكلية، ولديه اكتشاف جديد فيما يخص جراحة الكبد سوف يرى النور قريبا بإذن الله خلال الشهرين المقبلين.