اتسعت أنشطة البنوك التجارية خلال عقود قليلة، وتزايد نطاق أعمالها وتوطدت قاعدتها وزادت ربحيتها وتنوعت خدماتها، وتحولت إلى مصارف ضخمة تساهم في إنماء وتطوير الاقتصاد، وأكثر قدرة على التأقلم مع الأزمات والتغيرات الاقتصادية وتطويع سياساتها المصرفية لخدمة مصالحها، وبالتالى خدمة الاقتصاد الوطنى. وفي كثير من الأحيان أظهرت معظم البنوك وعيا واهتماما بمسؤولياتها نحو المجتمع. فتجاوزت صفة العطاء التطوعي للأعمال الخيرية فقط إلى تحفيز المساهمة في التنمية من خلال العمل مع ومن جل موظفيها وعائلاتهم وحملة الأسهم والعملاء، والعمل على تلبية مطالب المجتمع المحلي وخاصة المشاركة في إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية ومنها البطالة. ولكن يبدو أن النجاح الملحوظ للقطاع المصرفي فى الوصول بمعدلات السعودة إلى مستوى مرتفع، أدى إلى تغاضي بعض البنوك (وليس كل) عن بقية مسؤولياتها الاجتماعية وأدوارها التنموية كصناعة متكاملة تساهم فى إحداث تغيير نوعى وحقيقى بأسلوب يخدم التنمية الاقتصادية، ويطور الأعمال ويحسن الأداء . ولهذا لم يعد الكثير من الجهود التي تبذلها بعض البنوك مؤثرة أو محسوسة في فعاليات العمل الاجتماعي والمدني، وفي نفس الوقت زادت مشاعر عدم الرضا عن ملاءمة الخدمات المصرفية للإمكانيات العصرية لبعض البنوك، وخاصة عند التعامل مع أجهزة الصرف الآلي. وبعيدا عن دور مؤسسة النقد في ضمان جودة استمرار الخدمات المصرفية التي تقدم عبر عدة وسائل منها آلات الخدمة البنكية الذاتية. فإن البنوك نفسها هي التي يجب أن تعمل على تحسين القدرة التشغيلية لأجهزة الصراف الآلي والتي بدورها تمكن البنوك من خدمة عدد أكبر من العملاء من خلال مجموعة منتجات توفير النقد والخدمات المتكاملة الوظيفة، وإضافة التقنيات اللازمة من أجل تقديم الخدمات المستقبلية ودمجها مع أجهزة الصراف الآلي دون المخاطرة بأمن آلة الصراف الآلي. وتقليص الوقت اللازم حتى يتمكن الفني من إصلاحها أو حتى حلها أوتوماتيكيا، وكذلك استخدام إضاءة ملائمة في شاشات ملائمة بدلا عن تقافز العملاء أمام الشاشات في محاولات قراءة الحروف والكلمات التي أخفتها أشعة الشمس أو ضوء النهار وسوء الصيانة لشاشات متهالكة التقنية. وبجانب ضرورة الاهتمام بتعدد وانتشار الأجهزة وصيانتها، وتحديث الأنظمة المستخدمة في تشغيلها لتنوع ومرونة الخدمات التي تقدم من أجهزة الصرف الآلي، يمكن العمل على تحسين سرعة الاستجابة للمكالمات الخدمية. بل أعتقد أن المجتمع يستحق أن تفكر البنوك في العمل على تحفيز ودعم تصنيع أجهزة الصرف الآلي وتطوير تقنياتة وبرامجه داخل المملكة.