شاهدت مقابلة مع أبو محمد المقدسي الذي يوصف بأنه منظر ومفت للقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية، وكانت عن جهيمان العتيبي زعيم الجماعة التي انتهكت حرمة الحرم المكي وادعى ان صهره هو المهدي وأجبر الناس على مبايعته، وقال المقدسي إنه التقى بمعارف لجهيمان وأثنى عليه وامتدحه وجماعته واصفا إياه بأنه كان صالحا وعلى خير ودلل على ذلك بأنه وجماعته كانوا يمشون حفاة في الشوارع ويتعمدون لبس النعال القذرة عند دخولهم المساجد لأنهم يرون هذا سنة! ثم قال بصيغة مخففة اللهجة أنه لا يوافقهم فيما وصفها «باجتهاداتهم» بالنسبة لقضية الحرم والمهدي، وكان للمقدسي ذات التعليق على تلميذه أبو مصعب الزرقاوي الذي كان وراء إشعال الفتنة الطائفية في العراق والتي نتج عنها مقتل أكثر من مليون عراقي وسن تفجير المساجد، ومع هذا بقي المقدسي يصفه بذات الوصف وهو أنه صالح وعلى خير رغم تصريحه بعدم موافقته في «اجتهاداته» الكارثية. وهذا المنظور الذي يرى أن الشخص يبقى يوصف بالصلاح والخيرية التي يفضل بها على جمهور المسلمين مهما اقترف من جرائم ومظالم وكبائر وانتهك من محرمات لمجرد أنه متنطع بأمور ظاهرية لا تتعدى اللباس والشعر وإقصاء المرأة والمعاصرة والجدل العقائدي، ولا يمتدح الإنسان بالصلاح لفقهه وعبادته وحسن أخلاقه ومساعدته للمحتاجين وكفه لأذاه عن الناس وهي الأمور التي قال النبي عليه السلام أنها تظهر فيها حقيقة الإيمان وهي معيار التفاضل الحقيقي، هذا المنظور السطحي الذي يعاني من انفصام كلي عن المستوى الجوهري للدين والتدين هو مسوغ ورافد أساسي للإرهاب والطغيان، وبالمقابل تقييم الإنسان بالمنظور الجوهري الكلي الشامل لقناعاته وأخلاقه وسلوكه وأثره العام يعيد المسلمين لحقيقة الإيمان الجوهرية الكلية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة