الاستاذ إحسان طيب له من اسمه وافر النصيب أحسبه طيب الخلق والمعشر، امتهن الاحسان منذ أن كان في وزارة الشؤون الاجتماعية وبعد أن تركها وقد سعدت باستقطابه أمينا عاما لهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية حيث أعرف إمكاناته ووقفاته الحكيمة عندما جرت الرياح بما لا تشتهى السفن في الجمعية التعاونية لموظفى الدولة حيث كنت آنذاك رئيسا لمجلس إدارتها وأعرف كذلك هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ولها في نفسى مكانة المعشوقة في قلب عاشقها وقد زاملت فيها رجلا زاهدا كانت الاغاثة قضية حياته وليست وظيفة يتكسب منها فأحببته في الله اجتمعنا عليه وتفرقنا عليه أخى الدكتور فريد قرشى رحمه الله وأسكنه فسيح جناته فتعلمت منه وفيها ما لم أتعلمه في الجامعات ومنها الشحاتة في الخير وللخير وتسويق أولويات العمل الخيرى والتنمية المستدامة ومنهجية العمل التطوعى وتغليب هموم الأمة على الهموم الشخصية والتعامل مع معطيات ومتغيرات العالم الاسلامي بما يتطلب ذلك من حكمة واتزان فكان توفيق الله عز وجل أن تحصد الهيئة مليون ريال يوميا تبرعات نقدية بالاضافة الى التبرعات العينية وامتد نشاطها الى معظم الدول الاسلامية وأخرى تحتضن جاليات إسلامية وكان لها جولات وصولات معروفة في أفغانستان والبوسنة والصومال إلا أنه مع متغيرات الظروف وأحداث سبتمبر أصاب الهيئات الاغاثية الاسلامية ما أصابها وتقلص نشاط هيئتنا العزيزة الى درجة كبيرة يرثى لها ولعل قدوم الاستاذ إحسان طيب ممتطيا صهوة جوادها فيه التفاؤل الكبير لعودة بريقها باستراتيجة قد تختلف عن سابقتها بما يتلاءم مع معطيات المرحلة. وقد حظيت الهيئة في سابق عهدها بقبول شعبى واسع لدعم ثلاثة برامج وهى تحفيظ القرآن الكريم وبناء المساجد ورعاية الأيتام في انحاء متفرقة من العالم حتى انطلقت منها واستقلت عنها الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم وأتمنى أن تحظى المساجد ورعاية الأيتام بإطلاق هيئتين عالميتين للعناية بهما لتزداد الهيئات المتخصصة المباركة تحت مظلة رابطة العالم الإسلامى وبذلك تركز الهيئة في المرحلة القادمة على إغاثة بؤساء الفقر والمرض والجهل والبطالة حيث كان للهيئة السبق في أنشطة الرعاية التعليمية والصحية والحرفية والأسر المنتجة كما أرى التركيز جغرافيا على قرى المملكة بأدوات مبتكرة وبالتالى ترشيد النشاط والانتشار العالمى بالابتعاد عن مواطن الشبهات من الدول ذات المعدلات العالية من الفساد والدول التى يشك في توظيف مساعدات الهيئة لأغراض حزبية سياسية أو عرقية أو تقع في شبهات أخرى وأتمنى على الهيئة أن تستفيد من تجربتها الإغاثية الطويلة في المواقع الساخنة لبناء أنموذج منهجى للجاهزية في مختلف حالات الكوارث بدرجاتها المتفاوتة سواء بالداخل أو الخارج فهى بحق مدرسة قوية لا يستهان بها تخرج منها عدد من قادة العمل الإسلامى والإغاثي والخيري والتنموي. Dr- [email protected]