لم تكتمل فرحة أهالي العلا بتشغيل مطار محافظتهم قبل نحو عام ونصف، بعد أن تبين أن الرحلات لا تصل منه إلى المناطق الحيوية في المملكة باستثناء العاصمة الرياض، وبقيمة تذاكر مرتفعة يزيد ثمنها عما يدفعونه للرحلات الدولية. ورأوا أن موعد الرحلتين بين العلا والرياض وبالعكس غير مناسب، إذ تأتي يومي السبت والاثنين، مطالبين بتغييرها لتكون متزامنة مع الإجازة الأسبوعية، مشددين على أهمية تسيير رحلات إلى جدة والمنطقة الشرقية في أسرع وقت لتنتهي معاناتهم من التنقل برا وسط مخاطر الطرق الطويلة. وبين عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله نصيف أنهم عاشوا فرحة غامرة باكتمال مشروع مطار العلا قبل عام وشهرين، على الرغم من ارتفاع قيمة التذاكر، مطالبا بتخفيضها عن السعر الحالي، وتسيير باقي الرحلات إلى جدةوالدمام، مشيرا إلى أن أبناء المحافظة المتواجدين في أنحاء المملكة يضطرون لقطع مسافات طويلة برا للوصول إلى العلا. إلى ذلك، استغرب الدكتور إبراهيم جمعة ارتفاع سعر تذكرة الرياض العلا لتصبح أغلى من التذاكر الدولية إلى مصر أو دول الخليج العربي، موضحا أن ثمن الرحلة إلى الرياض من العلا على الدرجة السياحية يكلف 1115 ريالا، فيما تبلغ الدرجة الأولى ثلاثة آلاف ريال. وقال: «على الرغم من المطالبات المتكررة بخفض قيمة التذاكر، منذ افتتاح المطار قبل عام وشهرين، إلا أن الوضع ظل كما هو، بل ظهرت مشكلة مواعيد الرحلات، إذ لا توجد سوى رحلتين في الأسبوع من الرياض إلى العلا وبالعكس أيام السبت والاثنين فقط»، لافتا إلى أن هذه المواعيد غير مناسبة. إلى ذلك، أفاد عبدالله سليمان المورعي أن أهالي العلا يأملون تغيير مواعيد الرحلات الحالية، لأنها لا تخدم أهالي الرياض الذين يرغبون زيارة أقاربهم في العلا بنهاية الأسبوع. بدوره، شدد رجال الأعمال سليمان البدير على أهمية تخفيض قيمة التذاكر في مطار العلا، حتى تكتمل فرحة الأهالي بالمشروع الذي انتظروه طويلا، إضافة إلى تسيير رحلات إلى مدن المملكة المختلفة مثل الدماموجدة، ملمحا إلى أن أبناء المحافظة يضطرون إلى السفر عبر مطار المدينةالمنورة، ومنها إلى محافظة العلا برا، ما يكلفهم كثيرا من الجهد والوقت. من جهته، رأى عبدالله النجدي أن مواعيد رحلات إلى الرياض غير مناسبة، مبينا أن الإحصائيات كشفت عن أن نسبة الحجز على رحلتي الرياض العلا ذهابا وإيابا بلغت 85 % طوال العام، فيما وصلت خلال أشهر رجب وشعبان ورمضان وشوال إلى 100 %. واتفق عدد من أبناء العلا المقيمين في مناطق المملكة المختلفة ومنهم أحمد العلاوي وإبراهيم الفريدي وسعود النجدي وعبدالمجيد الإمام على أن الفرحة التي عاشوها بتشغيل مطار العلا في الرابع من ذي الحجة من عام 1432ه لم تكتمل، بعد أن تبين لهم ارتفاع قيمة التذاكر إلى الرياض، إضافة إلى أنه لا توجد رحلات من العلا إلى مناطق المملكة المختلفة مثل جدةوالدمام. وشددوا على أهمية تسيير رحلات من العلا إلى جدة وتبوك والمنطقة الشرقية، مؤكدين أن ذلك سيسهم في إدخال موارد كافية للمطار وتسهم في دعمه، فضلا عن أنه سينهي معاناة الأهالي خلال نقلهم مرضاهم إلى المدينةالمنورة أو جدة برا ما يفاقم من آلامهم. وتوقعوا أن يعمل تكثيف الرحلات إلى العلا في دعم المحافظة سياحيا، ويسلط الضوء على الآثار والمعالم فيها بطريقة كافية، لافتين إلى أن موعد الرحلتين الحاليتين إلى الرياض غير مناسبة، لأنها لا تأتي في عطلة نهاية الأسبوع. في المقابل، أوضح ل«عكاظ» مساعد مدير عام الخطوط للعلاقات العامة عبدالله الأجهر أن الحمولة من الرياض إلى العلا ما زال مستواها متدنيا، مشيرا إلى أن الخطوط السعودية ستعمل على دراسة هذا الوضع وفي حال تحسن لمستوى الحمولة، ستعمل على تسيير رحلات أخرى لبعض المناطق مثل جدة والمنطقة الشرقية وغيرها. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أوضح بعد وصول أول رحلة للعلا العام الماضي أن هيئة السياحة تبذل جهودا كبيرة مع الخطوط السعودية من أجل إعادة جدولة الرحلات للعلا وزيادتها، لأن العلا تعد من أهم المناطق السياحية في المملكة.