أكمل هنا بقية الحوار الذي دار مع أربعة من الشباب الجامعيين التقيت بهم في مجلس حيث دار بيننا حديث حول مشاكل الشباب.. - سألتهم ما الحل الذي يرونه للقضاء على البطالة؟ -أجابوا.. لا مناص من رفع مستوى التدريب والتعليم لتهيئة الشباب من الجنسين لسوق العمل. بالإضافة إلى رفع رواتب العاملين من السعوديين بما يشجعهم على البقاء في عملهم. ومن لا يلتزم بالجدية والنشاط يستغنى عنه. أحدهم ذكر بأن أخاه أراد أن يفتح مطعماً ولكن معاملته متوقفة منذ سنة لأنه لا يجد من الشباب السعودي من يقبل العمل نادلا في مطعم. وهكذا وقفت السعودة عائقاً أمام المشروع. واستطردوا في شرح وجهة نظرهم بأن الحل عبارة عن سلسلة من عدة حلقات.. تبدأ بالتعليم والتدريب الجيدين وتنتهي بإعادة النظر في العلاقة بين صاحب العمل والعامل.. ويأتي البيت في الوسط بدوره المأمول في تهيئة الشباب لممارسة الحياة العملية وتحمل المسؤولية مبكراً مع محاولة تغيير نظرة المجتمع إلى شرف العمل اليدوي. - تنبهت إلى تعبير «تهيئة الشباب من الجنسين». سألتهم عن رأيهم في عمل المرأة ؟ - ثلاثة منهم أشادوا بأهمية عمل المرأة على أن تحاط بالبيئة الصالحة شرعا وعرفا. أما الرابع فمن رأيه أن مكان المرأة هو البيت. اختلاف في الرأى لا يفسد للود قضية. - وماذا عن الحجاب؟. - مرة أخرى اختلفوا. ثلاثة أجمعوا على ضرورة المحافظة على الحجاب ولكن بدون غطاء الوجه وحجتهم في ذلك أن هذه قضية خلافية، وكم يتمنون أن يسمعوا الآراء المختلفة في قضايا خلافية مثل غطاء الوجه، والفرق بين الاختلاط والخلوة، والتعامل مع البنوك. لتطمئن نفوسهم لسعة الدين ورحابة صدره لاختلاف الرأى فيما لا يمس ثوابت الشريعة. أما الرابع فملتزم بغطاء الوجه وهو نفسه الذي أوصى ببقاء المرأة في بيتها. مرة أخرى اختلاف في الرأى لا يفسد للود قضية. ولما كان موضوع المرأة قضية لا شك تشغل أذهان الشباب استطرد بنا الحديث إليها وبخاصة أن اثنين منهم على وشك الزواج قريباً. - ماهي المعايير التي اختاروا أو سيختارون زوجة المستقبل على أساسها؟ التقت آراؤهم على أهمية الفضيلة والتعليم الجيد والتربية الصالحة في اختيار زوجة المستقبل. أما استمرار الحياة الزوجية فيعتمد على الاحترام المتبادل بين الزوجين. ويرون بشكل قاطع أن مسؤولية الصرف على الأسرة هي مسؤولية الرجل. وللزوجة أن تساعده إن شاءت وكان لها دخل. وأن تدخل الأهل في مشاكل الزوجين هو أحد أسباب انهيار عش الزوجية. - هل الهجرة للعمل أو العيش خارج المملكة قضية تشغل أذهانهم؟. - أجابوا بأن لا. ولكنهم يتمنون أن تتاح لهم فرصة بعد التخرج للعمل الجاد المنتج. حواري مع الشباب الأربعة كان حواراً ممتعاً. تلمست من خلاله أن آمالهم وطموحاتهم كبيرة. ولكن لديهم هاجسا عن مدى إمكانية أن يحققوا أحلامهم. أرجو من الله أن يحقق آمال ولاة الأمر والمسؤولين في بلادنا وأن يعينهم على تحقيق مفهوم الآية الكريمة «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم». والقوة في عصرنا هذا تعني العلم الموصول بالله.