ما يحدث من عداء باسم الدين في كل بقاع عديدة من هذا العالم هو نتاج تغذية ثقافية مغلوطة لمفاهيم وأسس الدين .. وتحفل الخارطة السياسية العالمية ببروز اليمين المتطرف مما يجعل الساحة مهيأة للاحتراب والبحث عن فناء الآخر، لأن في هذا الفناء تحقيق لنبوءات دينية مغلوطة. وللأسف لم تناقش المفاهيم الخاطئة بقدر ما سعى كل معتنق للديانة إلى تحقيق تلك النبوءة .. وبلمحة سريعة ستجد أن العالم مجتمعا يحكم بتفسيرات لمفاهيم مغلوطة عن الدين وليس باتساع الدين .. ويصبح التبرير لكل الجرائم المقترفة أن كل ما يحدث حدث من أجل خدمة الدين، بينما كل الديانات السماوية هي رسالة محبة تسعى إلى الناس كافة من أجل الانضواء تحت مظلة الحب. فكيف تحولت رسالة الحب إلى كراهية لكل ما هو خارج هذه الرسالة أو تلك؟ وهو سؤال يفترض أن يكون مبحثا أساسيا لتجمعات حوار أتباع الأديان، كون الديانات الثلاث وصل بعض معتنقيها إلى حالة التطرف الشديدة بعيدا عن لب وجوهر كل ديانة. ويمكن تبرير العداء قديما لبعد المسافات واختلاف اللغات وافتقار الفهم لماهية الدين وتحميل تحقيق المصالح بالقضاء على الآخر كخدمة دينية وبهذه الجزئية البسيطة يمكن فهم العداء التاريخي بين معتنقي الديانات السماوية وهو العداء المبني على البعد المكاني والحواري أيضا. ومع بطلان تلك المسببات بالقرب الجغرافي (أو التغلب على هذا البعد بالمواصلات السريعة أو الاتصلات الأسرع) ومع وجود لغة موحدة تقرب المفاهيم والماهية يبقى الجانب السياسي غير منضبط بمعنى أنه بقي أداة إشعال لأي تعصب كخدمة للدين. ورجل السياسة رجل برجماتي (ذرائعي يقدم المصلحة أو الفائدة على معايير أخرى) يسير على قاعدة فناء الثلث من أجل الإبقاء على الثلثين .. فحين يصل إلى قمة الهرم السياسي يغدو رهينة لمعتقدات مجتمعه ويسعى إلى تحقيقها وإن كانت مغلوطة فلا يعنيه التصحيح بقدر ما يعنيه إرضاء المنظومة الاجتماعية والثقافية والعقدية للمجتمع المتواجد فيه .. أو يكون (رأس الهرم السياسي) متدينا بمفهوم المعتنق للرسالة المشوهة فيسعى من خلال سلطته لتحقيق تشوه الرسالة التي يؤمن بها. ومشكلة معتنقي الأديان أنهم تابعون لمدارس فكرية ظهرت في زمن قريب من الرسالة ونظرت لها تنظيرا عدائيا لكل من يخالفها ثم تراكمت الأفكار على فكرة مغلوطة فأنتجت عداء ظل يتدحرج عبر الزمن يحمل كإرث لكل ديانة .. ولأن تباشير الفناء حاضرة في كل المفاهيم المغلوطة عن الدين نجد بعض أتباع تلك الديانات ينشطون من أجل التهيئة للمعركة الفاصلة بتدمير البشرية والديانات السماوية تؤمن بعودة المسيح النبي عيسى عليه السلام لكنه إيمان اختلف في كل منها وشاب هذا الإيمان بعض المغالطات منها أن على المتدين السعي الحثيث إلى تدمير الحياة لكي يظهر المخلص وينعتق الناس من العذابات ويحل السلام الأبدي، أي أن القتل هي مهمة مقدسة لدى هؤلاء الأتباع. كما أن الذي لا يؤمن بما تؤمن به يجب عليك قتله، ورغم كل ما نعيشه من تواصل مهول لم يتم فهم جوهر الدين أنه عبادة لله ورسالة حب لكل البشر بل فهم عند البعض أنه قتل لكل البشر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]