إذا كانت هناك مشكلة حقيقية تأتي في المرتبة الثانية من المشكلات التي يجب أن نتكاتف جميعا للعثور على حلول عملية لها بعد مشكلة البطالة بين الشباب.. فإن هذه المشكلة هي.. استحالة تأمين سكن لكل مواطن ولاسيما في ظل توقف المنح.. وندرة الأراضي.. والتهاب أسعارها في سوق العقار.. ومبالغة البنوك في الفوائد المترتبة على القروض الإسكانية.. وصعوبة الشروط المطلوب توفرها في مستحقي القرض.. وبالذات في ظل محدودية دخل 60 % من الأفراد مقارنة بارتفاع أسعار السلع والخدمات.. مع زيادة عدد السكان بصورة مهولة وخارج إطار السيطرة عليها.. وإزاء هذه المشكلة بالغة التعقيد.. فإنني أشعر بالشفقة على أخي وزميلي وصديقي وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي لسببين اثنين هما : أولا : إن حلول هذه المشكلة لا تملكها جهة واحدة.. بمقدورها أن تضع خططا وبرامج واضحة ومحددة لمعالجتها.. وثانيا : إنها تعتبر مشكلة مركبة فرضتها ظروف مختلفة بعضها له علاقة بالناحية الاقتصادية.. والبعض الآخر بثقافة المجتمع والبعض الثالث بسياسات التملك للأراضي المحتاجة إلى معالجة جذرية حاسمة.. ولذلك فإن وزارة الإسكان من وجهة نظري لا بد وأن تتغلغل في سبر أغوار المشكلة بكل أبعادها وأن تقترب من الناس أكثر.. وأن تلتقي بمختلف الشرائح السكانية وتسمع منها.. في الوقت الذي يتوجب عليها أن تجد مع الدولة والملاك حلولا عملية لتوفير مساحات كافية حتى وإن كانت فوق الجبال.. وفي أعماق الصحراء لتوظفها لصالح خططها وبرامجها.. قبل أن تواصل التخطيط لتوفير الحلول المتصلة بتمويل المشاريع السكنية بصورة مباشرة.. وأن تجد حلولا لتقديم هذه المساكن الجاهزة للناس بأسعار التكلفة الحقيقية وعلى مدى سنوات كافية.. أو أن تتولى هي أو من خلالها تمويل بناء العقارات السكنية وترفع عن كاهل المواطن تكاليف العمولات التراكمية التي تطلبها البنوك من المقترضين.. ونحن في هذه الجريدة ومن خلال استضافتنا للوزير الدكتور الضويحي حاولنا أن نجسر الفجوة بين الوزارة والمجتمع لكن المشكلة أكبر بكثير من أن يعالجها لقاء واحد أو ندوة عابرة.. فما بالنا ووزارة الإسكان.. هي أقل الوزارات كلاما.. وأبلغها صمتا.. لذلك أقول لأخي الدكتور شويش.. لا بد أن تخرج للناس.. وتسمع منهم.. وتبلغهم بكل ما لديك قبل أن نحول ما نريد إلى أنظمة وقواعد غير قابلة للتنفيذ. *** ضمير مستتر: لا الخطط.. ولا الأموال.. تكفي لمعالجة المشكلات التي لا تجسد هموم الناس ومعاناتهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]