كلنا تقريبا استمعنا إلى أغنية الفنان فريد الاطرش (الحياة حلوة بس نفهمها) ورغم أن الكلمات تبدو بسيطة الا أنها ذات عمق كبير حيث تربط بين (الفن والحياة والجمال)، فما العلاقة بين الثلاثة، او بمعنى ادق: ما الرابط بين جماليات الفن والحياة؟ وهو سؤال شغل بال الفلاسفة الكبار من قديم الازل بداية من الفيلسوف الاغريقي ارسطو فى كتابه (فن الشعر) حيث جعل الشعر اعلى قمة في «متع الحياة» طبعا من وجهة نظر اغريقية، ولذا قام بتقسيمه وتحليله لتوصيله الى كل محب للشعر، ولم يكن الشعر هو المقصود بحد ذاته بل كان المقصود هو الادب بشكل عام او ما نسميه اليوم عالم الثقافة والفن، وقديما كان الشعر هو قمة هذا الادب. كذلك في نظرية علم الجمال لم يكن ارسطو فى كتابه (فن الشعر) يؤصل لعلم الشعر او الادب فقط، بل كان يؤصل لعلم جديد هو علم الجمال.. فما هي فلسفة علم الجمال او نظريته العليا؟ إن علم الجمال ما هو إلا قمة الاحساس بالمتعة النفسية التي تشمل الذائقة البصرية والسمعية والشمية أي من خلال الحواس المعروفة. فالجمال إذن ليس كما يظن الكثيرون مرتبط بالشكل الجمالي للمرأة او منظر طبيعي خلاب بل يشمل كل احساس صادق وممتع فى أي منحى من مناحي الحياة بداية من تقليب صفحات كتاب جميل الى تنسيق زهور على مائدة او اختيار ستارة متناسقة الالوان مع باقي الوان الجدران والارضيات الى وسائل وطريقة توزيع ادوات الطعام على السفرة الى ترتيب الالوان وتناسقها داخل الغرفة الواحدة ومن ثم داخل المنزل ككل الى كيفية اختيار الوان الملابس الشخصية أي الذوق الشخصي فى الملابس الى الاستمتاع برؤية مناظر طبيعية خالصة او من خلال لوحة فنية معبرة، والبعض يرى الجمال فى اكلة يحبها او مشروب يفضله او لعبة يهواها، والكثير يراها فى متابعة الاولاد والاسرة وتحقيق مطالبهم، والبعض يراها في الاموال وتخزينها وكنزها، والبعض يراها فى ممارسة هواية رياضية او رحلة ترفيهية او سياحية. اما في علم الجماليات فيرتبط علم الجمال ويبرز من خلال الواقع الحياتي لكنه يتألق اكثر فى آليات ووسائل الفن. فالفن هو الذي يشعرنا بقيمة الجمال فى الحياة وخاصة فى عصرنا الحديث الذي ارتفعت فيه قامة الفن والفنانين وصار المبدعون هم نجوم المجتمع وذلك الارتفاع جاء لأن الفن اصبحت له رسالة اجتماعية وأقل ما يقال فيه انه يشعرنا بجماليات الحياة وهي الرسالة التي يقول اصحابها إن الفن للفن أي الفن من اجل الجمال والمتعة ولذلك ظهر ما يسمى بالابهار الفني والمتعة البصرية والسمعية للفنون، هذا بجوار الرسالة الاجتماعية المتمثلة فى ايصال مفاهيم ومعان معينة للمجتمع، وهذا يظهر فى مشاهدة مسلسل او فيلم او الاستماع لأغنية او موسيقى او مشاهدة عرض مسرحي او الاستمتاع بلوحة فنية معبرة او من خلال شبكات التواصل الاجتماعي العالمية وأدوات الاتصال الحديثة عبر الاشتراك فى التويتر او الفيسبوك او اليوتيوب. وهنا استثمرنا الالتقاء مع عدد من نجوم الفن المتعاملين مع الابداع والجمال في الاردن لنطرح الفكرة ونتجاذب الاحاديث حولها فكانت البداية مع النجم احمد فتحي في حديثه عن جمال الحياة فقال: الفن هو الجمال فى الحياة او هو افضل ما في الحياة من احساس ومتعة. فما اجمل أن تسمع قطعة موسيقية او لحنا او اغنية، ونفس الانسان ترفرف وقتها حيث تولد متعة خاصة لا تدانيها متعة اخرى فى الدنيا ولذلك فالمطربون الآن هم على قمة الهرم الفني لأن المطرب يقدم جماليات خاصة تسعد الآخرين وهم الجمهور المتلقي الذين يقدرون بالملايين وأنا شخصيا اعرف الكثير من الناس ليس لهم متعة في الحياة سوى الاستماع للجميل فهي متوفرة لهم من خلال التلفزيون او الراديو وبهذا فإن الفن هو قمة المتعة والجمال. اما النجمة الفنانة والاعلامية السعودية مريم الغامدي فتقول عن جماليات الفن والحياة: الفن تطور فى عصرنا الحديث وأصبحت له رسالة واضحة ذات ابعاد اجتماعية مهمة وهذه الرسالة لن تصل للناس الا عن طريق ابداع جمالي يستطيع به الجمهور تقبل تلك الرسالة وهذا الابداع الجمالي هو ما يسمى الاحساس بالذائقة الفنية او الجمالية او الابهار او الموهبة ويقابلها المتلقي بالمتعة.والحمد لله المجتمع الخليجي اصبح لديه فن ابداعي خاص به من خلال مبدعين لهم موهبتهم، والمجتمع الخليجي اصبحت له ذائقة فنية وتفاعل مع المبدعين وظهرت لديه جماليات الفن الخليجي، ولذلك ظهر الان ما يسمى المهرجانات الخليجية وتكريم الفنانين الخليجيين. نجمة الكويت والخليج الكبيرة حياة الفهد تقول «لا شيء أجمل من الفن»: لا شيء اجمل فى الحياة من الفن، انا شخصيا اجد متعة كبيرة فى ممارسة الفن وأشعر باحساس الجمهور وهو يتلقى هذا الفن فهو يتلقاه وهو سعيد وتلك السعادة هي فى رأيي قمة الجمال فى الدنيا، وأنا شخصيا اتمتع بعملي كمساهمة فى رسالة الفن ومتلقية له فى الوقت نفسه. سندريللا الخليج سعاد عبدالله تقول: الفن عطاء وحياة، وأعتقد أن الفن فى حد ذاته عطاء ورسالة ومتعة، والعجيب والجميل فى الامر أن الناس لا تتقبل الفن الا بالرغبة وتلك الرغبة تحقق لهم السعادة ونحن نترجم تلك السعادة الى متعة ونترجم تلك المتعة الى جمال، فنحن الفنانين نقدم الجمال والحمد لله نلاقي التقدير الشعبي والرسمي من أجل تلك المتعة أو هذا الجمال.