«حفرنا»، كلمة من خمسة أحرف تدل على امتلاك شخص ما لما يذكره أو حالة وئام وود يعيشه مع الكلمة، هذا ما حدث فعلا مع مجموعة من شباب مدينة جدة الذين أطلقوا حملة أسموها «حفرنا» للدلالة على وجود انسجام وارتباط وثيق مع الحفر التي يواجهونها في ذهابهم وإيابهم وسط شوارع المدينة. بدأت الحملة بفكرة من مجموعة شباب بعدما رصدوا مجموعة الحفر في الشوارع والطرقات البطيئة والسريعة، ووثقوها بالتسجيل المرئي الفيديو في مقطع صور بشكل احترافي لا يزيد عن ثلاث دقائق وست ثوان. انطلقت الحملة على تويتر ولقيت أصداء واسعة ما جعل كثيرا من شباب وفتيات جدة يساهمون في الحملة عبر وسم مخصص هاشتاق يرفقون فيه ما يتم رصده يوميا من صور لأي حفرة جداوية. رائف و وسام يقول نضال طه مدير الإعلام والتسويق في الحملة، إن الفكرة انطلقت بواسطة شابين، رائف شربيني، وسام كابلي، واستندت فكرتهما على معاناتهما اليومية مع الحفر، الأمر الذي ترجم ذلك إلى مقطع فيديو تم تصويره بشكل احترافي للتعبير عن المعاناة التي يشكو منها كثير من أهالي جدة ولفتح المجال أمام الناس للمشاركة في المسؤولية الاجتماعية تجاه المشكلة. يواصل طه ويضيف «قدمنا الفكرة بشكل مختلف تماما عما يتداوله الناس في مثل هذه الحالات، حيث رصدنا الحفر وبتنا نعلق عليها دون أن ننتقد أحدا، إذ رصدنا الحفر باعتبارها تراثا جداويا، ما يعني أننا تأقلمنا معها وصارت بالنسبة لنا أمرا طبيعيا نواجهه دون خشية. مصورون ومخرجون يواصل نضال طه ويقول إن فريق الإعداد في الحملة يضم مصورين ومخرجا ومجموعة أخرى من الشباب، والهدف منها الخروج من الحملات التقليدية، مشيرا إلى أن الجميع تعودوا أن تلقى المسؤولية على طرف واحد لكن فريق العمل يعتمد على اختيار هذا النمط لإشراك الجميع في المسؤولية وخدمة الوطن، لافتا إلى أن الحملة وجدت تجاوبا كبيرا، ما يعني أن المواطن لديه شعور بانتمائه الذي يدفعه للمشاركة في البناء والتنمية، وتحقق الهدف وهو إيقاظ وعي الناس، مشيرا إلى أن فريق العمل استفاد من علم التسويق في إخراج الحملة بشكل مختلف وجاذب. نضال طه ذكر أن عددا من شباب وفتيات المناطق الأخرى تفاعلوا مع الحملة وأبدوا رغبتهم في محاكاتها بمناطقهم، ما يعني أن الحملة نالت إعجاب كل الفئات بمختلف المناطق، وأضاف أن العمل كان محصورا في شهر ديسمبر، لكنه سيمتد إلى بقية شهور السنة عطفا على التجاوب والتفاعل الذي شهده. الأمانة ترحب في المقابل أوضح المتحدث الإعلامي لأمانة مدينة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري، أن الأمانة تدعم مثل هذه المبادرات التي من شأنها المساهمة في التنمية وإصلاح الخلل مثلما تستقبل الشكاوى والاقتراحات عبر موقعها الإلكتروني الرسمي وكذلك صفحتها في موقع فيس بوك وحسابها في موقعي تويتر وجوجل بلاس وعلى رقم البلاغات الموحد 940، وزاد الدكتور النهاري أن الأمانة تأخذ مثل هذه المشكلات في عين الاعتبار حيث تم تخصيص جزء من الميزانية للقضاء على الكثير من الحفر الوعائية، كما تعاقدت الأمانة مع 5 شركات في كافة جهات جدة الأربع وتتابع التنفيذ وتراقبه 14 بلدية فرعية منتشرة في المدينة. حفر وعائية النهاري أضاف أن المقاول دائما ما يبحث عن الحفر الوعائية ويتولى تغطيتها أو ترقيعها، لكن المشكلة تكمن في بعض الجهات التي تحفر ولا تعيد الأسفلت إلى ما كان عليه، ثم تأتي جهة أخرى تحفر مستفيدة من بند الطوارئ أو العاجل، في حين أن المفترض من الجهة العاملة التخطيط والتنسيق المسبق قبل أن تعيد الأمانة سفلتة شارع معين أو تجديده بوقت كاف، لكن الذي يحدث العكس فبعض الجهات تحفر بعد تجديد الشارع فيحدث ما يشكو منه الجميع. وفي سؤال عن الهبوطات الأرضية، قال النهاري إن ذلك يعود إلى وجود المياه الجوفية، مشيرا إلى أنه في حال الانتهاء من المشاريع التابعة للشركة الوطنية للمياه ستنتهي الإشكالية، واختتم أن الأمانة تعاقب شركات المقاولات التي لا تلتزم بمواصفات المشاريع.