بلغت الجرأة و«قوة العين» لبعض العمال الوافدين الى استئجار مواقع استراتيجية في وسط احياء الخمرة والقرينية والقوزين لتخزين السكراب والمخلفات والاطارات المستخدمة ثم اشعالها، ما خلق حالة من التردي البيئي والتلوث الواسع في المنطقة. وأقام العمال أسوارا منيعة حول احواشهم منعا للعيون والفضوليين غير مبالين بمعاناة وشكاوى الجيران حول مخاطر تلك الحظائر حال اشتعال حريق او حدوث خطر من اي نوع. وحمل السكان بشدة على ظواهر اشعال وإحراق الاطارات في مواقع محددة بهدف استخلاص المعادن والاسلاك منها. يقول أحمد الشريف من سكان الخمرة ان السحب السوداء الناتجة عن الاطارات المشتعلة تغطي المكان والأراضي الفضاء المحيطة بالأحياء الثلاثة حيث تنطلق أولى السلبيات يوميا بعد الثانية ظهرا. . ويشير إلى أن المخالفين يوزعون نشاطهم في الاشعال على اكثر من موقع، والمطلوب هو ملاحقة من يمولون هؤلاء ببضاعتهم وإطاراتهم التالفة. ويؤكد الشريف أن الحل الأمثل لهذه المشكلة يكمن في ضبط سوق السكراب وتشديد الرقابة عليه وتحديدا على المواقع التي تستقبل بقايا اسلاك الاطارات، بالاضافة الى تزويد محلات اصلاح العجلات (البنشر) بحاويات مخصصة لهذه الاطارات لتتولى شركات النفايات رفعها يوميا الى مرمى البلدية، لافتا الى أن المبالغ الباهظة التي يجنيها المخالفون بالإمكان أن تستفيد الأمانة منها لتدوير الاطارات. هجرة عكسية نواف العتيبي يقول ان حال القلق من وضع الخمرة دفعه الى عرض بيع المنحة التي حصل عليها في المخطط قبل 20 عاما. وبرر العتيبي ذلك بقوله إن الخدمات والتخطيط والمشاريع التنموية كلها تركزت في الأحياء الشمالية بينما أحياء الجنوب رغم إتساعها وعدم معاناتها من مشاكل المياه الجوفية تحولت إلى بيئة تلوثها أدخنة الاطارات وتنتشر فيها أحواش السكراب والنفايات ولا يمكن لأي شخص يبحث عن الراحة والسكن المناسب لأسرته أن يقدم على البناء في مواقع تعاني من الروائح الكريهة والأوبئة والعمالة المخالفة بشكل مخيف. وطالب العتيبي بضرورة التوجه بشكل جاد لحل السلبيات التي يعاني منها سكان الخمرة والقرينية والقوزين لافتا الى أن شكاواهم العديدة لم تسفر عن حلول، كما أن معظم السكان ليست لديهم القدرة مثله على البحث عن مواقع بديلة في أحياء الشمال. تضاعف الأحواش أما عبدالله الثعلبي فقال إنهم ما زالوا ينتظرون نتائج استجابة المجلس البلدي وأمانة جدة لمعاناتهم وشكاواهم التي «ظلت حبرا على ورق». وأشار الى أن مشكلة أحياء الخمرة مع حرائق الاطارات وأحواش السكراب قديمة ومنتشرة، وبإمكان من يتجول في داخل الاحياء أو الأراضي الفضاء أن يلمح بقايا حرائق الاطارات والأبخرة المتصاعدة. كما أن أحواش الكرتون والنفايات معظمها مكشوف على الشوارع الرئيسية وبالإمكان الوصول اليها بمجرد تتبع أية شاحنة تحمل مخلفات، لكن ظاهرة حرق الاطارات وأحواش المخلفات ليست سهلة لأن الظاهرة تتسع كل يوم فقد كانت الاحواش محدودة غير انها تضاعفت الآن ووصل عددها الى المئات. مسح وتمشيط أمانة جدة تقول إن هناك جهودا تبذل لمتابعة المواقع بمشاركة الجهات الأمنية كون بعض هذه الأحواش تشكل خطرا حيث إن الموضوع متشعب ولا بد من تدخل الجهات الأمنية وتم رفع الامر لتكوين لجنة لمتابعة الحالة وتمت الموافقة على اللجنة وحثت الامانة الابلاغ عن هذه الحالات عبر غرفة العمليات 940 لتتم معالجتها على الفور. من جهته، قال الناطق الاعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق إن هناك لجانا للمسح والتمشيط تعمل على مدى 24 ساعة في جميع المواقع التي تحتوي على مثل هذه الأحواش المهجورة وهناك دوريات سرية متواجدة في الأحياء بصفة مستمرة لرصد مثل هذه الظواهر السلبية .