فشل نظام بشار الأسد في اقتحام مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ولجأ للتفاوض من أجل إخراج مقاتلي المعارضة الذين أحكموا سيطرتهم على المخيم الواقع في جنوب العاصمة. بينما وصل وزير الداخلية السوري محمد الشعار الى بيروت البارحة لتلقي العلاج من اصابة لحقت به في تفجير استهدف مقر وزارة الداخلية السورية في دمشق الأربعاء قبل الماضي. وأوضح مصدر لبناني رسمي أن الشعار انتقل فور وصوله لمطار بيروت الى مستشفى الجامعة الأمريكية. وهو في حالة صحية مستقرة وتحدث الى مستقبليه في المطار. وكان مصدر امني سوري ذكر ان الشعار أصيب بجروح في كتفه نتيجة سقوط ركام عليه في مكتبه اثر الانفجار الذي استهدف مقر وزارة الداخلية والذي تبنته في حينه جبهة النصرة. وعلمت «عكاظ» من مصادر طبية أن الشعار خضع لعملية جراحية بعد ادخاله الى المستشفى في حالة طارئة وكان في حاجة ملحة لنقل دم. من جهة أخرى نفى السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر أن يكون الناطق باسم الخارجية السورية السابق جهاد مقدسي لجأ الى سفارة بريطانيا في بيروت، مؤكداً أنه لم يحصل أي اتصال بين السفارة ومقدسي. وحسب مصدر فلسطيني دخلت تنظيمات فلسطينية في مفاوضات وساطة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية بهدف اخراج المقاتلين المعارضين والمسلحين الفلسطينيين الموالين للنظام من المخيم على أن يعهد بأمنه الى شخصيات فلسطينية محايدة. ومع استمرار نزوح السكان في اتجاه المناطق الآمنة وسط مخاوف من عملية عسكرية واسعة تشنها قوات النظام، اعتبر المصدر الفلسطيني ان ما يجري كارثة انسانية حقيقية، مشيرا الى أن النازحين اتخذوا من الحدائق العامة والساحات مقار لإقامتهم. وأوضحت ليسا جيليان المسؤولة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (الاونروا) في مؤتمر صحافي في جنيف أن حوالى 100 ألف فلسطيني فروا حتى الآن من مخيم اليرموك، مشيرة الى أن الفلسطينيين ما يزالون يفرون بكثافة من المخيم الذي يؤوي 150 ألف لاجئ. وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتمكين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحاولون الفرار من القتال في سورية من الدخول الى الأراضي الفلسطينية. واستعرض في اتصال هاتفي مع فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني التطورات الراهنة. وعبر السنيورة عن استنكاره لما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات في مخيم اليرموك.