من عجائب العالم الثالث، أن سكانه دائما ما يطالبون بحقوقهم ويستميتون من أجل الاخذ بها كاملة مكملة حتى وإن لم يأخذوها! ولكن حين تطالبهم بأداء واجباتهم تظهر ألف حجة وحجة ومليون عذر وعذر ومليار استعطاف وشفاعة! وفي مكةالمكرمة مثلا وحين توقف عمال النظافة عن العمل عدة ايام، تحولت الشوارع الى انهار من القذارة ومسرح للأوراق المتطايرة وسيفونية بصرية لأكياس النايلون التي ترقص بشكل لولبي بفعل تأثير الرياح، والكل اصبح يشجب ويستنكر ويرمي التهمة تارة على امانة العاصمة المقدسة وتارة على وزارة العمل التي تسببت بفعل قرارها الاخير بغضب العمال. ولكن في خضم كل هذا الشجب والاستنكار ورمي التهم لم يسأل أحد سؤالا بديهيا ومنطقيا وهو من رمى هذه القمائم اكرمكم الله؟ ومن الذي قام بفتح باب سيارته عند الاشارة وفرغ محتويات (طفاية) السجائر؟ ومن الذي رمى كأسه البلاستيكي من نافذة سيارته بعد أن شرب ذلك العصير البارد البائس؟ ومن الذي يقفز في الهواء ثم يهوي بقدميه على قارورة المياه الصحية ليستمتع بسماع صوت انفجارها وتطاير غطائها بعيدا؟ من الذي يبصق في الممرات وأمام الناس بلا خجل من نفسه او مراعاة للذوق العام؟ أبعد كل هذا نقول لم تكدست النفايات حين قاطع العمال مباشرة اعمالهم اليومية في كنس مخلفاتنا ومداراة عاداتنا الخاطئة التي تخالف مبدأ النظافة من الايمان؟ ويبقى السؤال الازلي قائما ويتردد متى سنستخدم اساسيات تدوير النفايات؟ والى متى تظل نابشات القمائم أكثر قدرة على الفرز والتدوير من الامانات نفسها! خاتمة مكاوية: لماذا لم نشاهد متطوعين ينظفون شوارعنا حين توقف العمال عن العمل؟ أم لأن (الزبالة) لا تجذب المتطوعات والصحافة والتلفزيون والكاميرات؟ [email protected]