بدت أمانة منطقة الرياض مستاءة من حجم النفايات في العاصمة، في تقرير أصدرته أخيراً بعنوان «الرياض... المدينة النظيفة»، إذ أكدت أن نحو 8000 عامل وفني وإداري يتخصصون في نظافة العاصمة، في حين أن مدينة مالبورن في أستراليا التي تقارب مساحتها مساحة الرياض، لا يوجد فيها عمال لكنس الشوارع، لأن الناس هناك لا يرمون القمامة على قارعة الطرقات. وأكدت الإدارة العامة للنظافة التابعة ل«أمانة الرياض» في تقريرها (تلقت «الحياة» نسخة منه) أنها تنظف مساحة تقدر ب2000 كيلو متر مربع، ويعمل نحو 8000 عامل وفني وإداري فيها على تنظيف أكثر من 30 ألف شارع وطريق في العاصمة، مشيرة إلى أن تكاليف نظافة مدينة الرياض تبلغ 22 مليون ريال في الشهر الواحد (264 مليون ريال سنوياً). واعتبرت أن المواطن جزء رئيسي في خفض تلك التكاليف من خلال إسهامه بشكل فاعل وإيجابي في تدوير مواد مكونات النفايات، وإعادة الاستفادة منها، مما سيكون له مردود اقتصادي. وأجرت مقارنة بين ما يجري في الرياض وبعض المدن العالمية في ما يخص المحافظة على نظافة البيئة، مشيرة إلى أن أحد الخبراء في علم إدارة النفايات وتدويرها سئل عن عدد عمال الكنس والالتقاط في مدينة مالبورن الأسترالية التي تعد بحجم ومساحة مدينة الرياض، فأجاب بأن ملبورن ليس فيها عمال كنس والتقاط لأن الناس هناك لا يرمون النفايات في الطرقات والشوارع. وأضافت الإدارة العامة للنظافة أن حاويات النفايات تفرغ يومياً، وفي بعض المناطق، إلى ثلاث مرات، بينما في بعض مدن أستراليا واليابان لا يتم هذا الأمر إلا مرة واحدة في الأسبوع. وكشفت أن الفرد الواحد في مدينة الرياض ينتج أكثر من 1.5 كيلو غرام من النفايات بشكل يومي، ما يعتبر معدلاً عالياً جداً مقارنة بالمجتمعات المتحضرة التي يبلغ ناتج الفرد من النفايات فيها أقل من نصف كيلو غرام. وتطرقت إلى أن كمية النفايات والمخلفات في العاصمة الرياض بلغت أكثر من 18 ألف طن في اليوم الواحد، ويتم تفريغ أكثر من 200 ألف حاوية وبرميل نفايات بشكل يومي من خلال 2000 عربة نقل قمامة. وتابعت: «النفايات الناتجة عن النشاط البشري التي يتم الاستغناء عنها لانتهاء المنفعة أو زيادتها عن الحاجة، قد ينتج عنها ضرر بالإنسان أو البيئة بشكل مباشر أو غير مباشر إذا لم يتم التخلص منها بطرق سليمة، وأمانة مدينة الرياض تختص بالتعامل مع النفايات البلدية الصلبة فقط، سواءً أكانت نفايات منزلية أو تجارية». وانتقدت الإدارة العامة للنظافة سلوكيات تصدر من بعض أفراد المجتمع، مثل رمي النفايات في الطرقات، مضيفة أن ذلك العمل يعتبر مخالفة أكيدة ويتم تطبيق لائحة الغرامات والجزاءات البلدية على رامي النفايات من المركبات، تبدأ من 200 ريال وتصل إلى 5000 ريال. وشددت على أهمية تعاون أفراد المجتمع للوصول إلى نظافة لائقة بأقل التكاليف: «مشاريع النظافة لا يمكن أن تنجح إلا بتعاون جميع الأفراد مع القائمين على هذه المشاريع والعاملين فيها، والمحافظة على البيئة ليست هبة تمنح ونحظى بها من الجهات المتخصصة فقط، بل هي نتاج عمل مشترك واجب على جميع أفراد وفئات المجتمع». وأكدت أن أعضاء برنامج «عين النظافة» التطوعي يسهمون في ضبط من يرمون النفايات من السيارات، عبر إبلاغ الجهات المتخصصة في «أمانة الرياض» بالمعلومات اللازمة عن السيارة التي تصدر منها المخالفة، داعية إلى التخلص من بعض السلوكيات غير الحضارية كالكتابة والرسم على الجدران. وتطرقت أمانة منطقة الرياض إلى دورها في التخلص من السيارات التالفة، إذ أكدت أنها تزيل أكثر من 5000 سيارة تالفة سنوياً من شوارع العاصمة.