وهب الله هذه البلاد نعمة النفط والتي ساهمت في تحقيق طفرات كبيرة ساعدتها فى تحقيق خطط التنمية ورفاهية المواطن، ووصلت أسعار النفط إلى أرقام قياسية تحققت على أثرها إيرادات هائلة وارتفع معدل الاحتياطيات المالية للدولة لتتجاوز تريليوني ريال، ومع ذلك يجب أن لا نعول كثيرا على مصدر النفط في السياسة الاقتصادية لأنه عرضة للمخاطر الاقتصادية والسياسية التي قد تذهب به إلى أسعار متدنيه ويتحول الفائض إلى عجز. ولو رجعنا بالذاكرة إلى سنوات قليلة مضت لتذكرنا أن الدولة كانت تعاني من عجز الموازنة وتضخم الدين وتوقف التنمية بسبب ضعف الإيرادات النفطية ولعلمنا أننا أمام ثروة ستنضب، ولكن مانعول عليه حقا أننا نمتلك بفضل الله ثروة الموارد البشرية من الشباب الطموح الذي يحتاج إلى تفجير طاقاته وتحويلها من طاقات عابثة إلى طاقات نافعة والاستفادة من قدراتهم العظيمة ومواهبهم الذكية وغرس حب العمل والإنتاج في نفوسهم وتشجيع ابتكاراتهم وتحويل أفكارهم المتميزة إلى خطط عمل وبرامج إنتاج يجب أن يتحول الشباب من إضاعة الوقت إلى استغلاله ومن التفحيط بالمركبات إلى تصنيع المنتجات، ولابد أن تساهم مخرجات التعليم في تحقيق تلك الأهداف وأن تتحول الفصول الدراسية من فصول نظرية تتبخر فيها المعلومة إلى فصول عملية تساهم في تحريك العقول واكتشاف وتنمية المواهب والقدرات وصناعة روح التحدي والمنافسة في نفوس الشباب، الاستثمار في الإنسان أجل وأفضل استثمار. إن نهضة الشعوب وراءها قوة إرادة وتخطيط سليم وإدارة فاعلة وليس المال وحده من يصنع التنمية ولكنها عقول وعزائم الرجال هي التي تحقق المعجزة وتصنع المستحيل وكم من أمم نهضت من وحل التخلف إلى مصاف الأمم المتقدمة بإخلاص رجالها وهممهم العالية.