شهد حي السنابل بجنوب جدة، نموا عمرانيا في فترة لم تتجاوز خمسة أعوام، حيث يعتبر من الأحياء الحديثة، وقد وجدت شريحة كبيرة من المتقاعدين ومحدودي الدخل فرصتها في الحصول على أرض في مخطط منظم، لبناء منزل العمر، تكفيهم عناء التنقل من شقة لأخرى، إلا أنهم وجدوا أنفسهم منذ مايقارب العام ونصف العام في مواجهة قاسية مع أسراب البعوض والحشرات التي تكاثرت، من خلال تسرب المياه الجوفية مشكلة المسطحات المائية، الأمر الذي دفع البعض إلى عرض منازلهم في مكاتب العقار لبيعها، هربا من الوضع البيئي السيء باتساع مسطحات البرك الراكدة، وانحدار كميات كبيرة من مياهها الآسنة في بعض شوارع الحي الداخلية، بشكل أدى إلى تهالك الطبقات الاسفلتية، وتقشع الأرصفة نتيجة للهبوطات الأرضية الناجمة عن تلك المياه. وأجمع سكان الحي على أن التجاوب لم يتعد سوى إطلاق عبارات وعود الإنجاز حسب قولهم فيما يتعلق بإيجاد حلول للمياه الجوفية، مشيرين إلى أن قطع الأراضي التي لم يتم البناء عليها في المخطط، تحولت إلى مرمى لمخلفات البناء والسيارات الخربة بالإضافة إلى القطع التي حولتها العمالة المخالفة إلى مواقع لبيع الرمل وأكياس الإسمنت، ما أدى إلى تطاير الغبار أثناء العمل صباحا تجاه منازلهم . دمار أحلام وأكد المواطن سلطان الذيابي، أن معاناة حي السنابل، هدمت أحلامهم في بناء منزل العمر بعد معاناة مؤلمة مع الإيجارات والتنقل من منزل إلى آخر، مشيرا إلى أن الأمور كانت في البداية جيدة إلا أنها تبدلت إلى الأسوأ بعد الشروع في تنفيذ مشروع تصريف السيول في حي الأجاويد، وتحويل المياه الجوفية لقناة السنابل لتصريفها، وتشكل المستنقعات التي توزعت في المساحات الفضاء في مخطط السنابل وأخذت نتيجة لتزايدها إلى تلفيات كبيرة في الأرصفة دون حراك من الأجهزة المعنية، مبينا أن الأهالي تقدموا بعدة شكاوى، حصلوا بعدها على وعود من الأمانة والشركة الوطنية للمياه لمعالجة الوضع إلا أنها لم تثمر حتى اللحظة. التلوث البيئي من جهته بين المواطن محمد الحربي، أحد سكان حي السنابل، أن انسياب المياه الآسنة بكميات كبيرة نحو منازلهم لا يزال متواصلا، الأمر الذي يشكل خطرا بيئيا نظير تلوثها، مؤكدا ظهور مشاكل صحية بسبب لسعات البعوض للأطفال وبعض كبار السن، نتيجة انتشار البعوض وكميات الغبار الناجمة من مواقع بيع الرمال داخل الحي. وأشار الحربي، إلى أن عمليات التطهير للبرك، ورش المستنقعات، كانت دون المستوى المطلوب وقائيا في حين كان الجميع يأمل أن يتم إنهاء المعاناة بشكل تام، لافتا إلى أن الأهالي رفعوا شكواهم إلى الجهات المعنية في أمانة جدة، والشركة الوطنية للمياه على أمل الحصول إلى حل عاجل وسريع. مستنقعات بعوض من جانبه وصف المواطن حسين البركاتي، الوضع البيئي بالسيئ، في مخططي الأجاويد والسنابل. وقال: يبدو أن الجهات المعنية بالشأن عاجزة أمام المياه الآسنة والسلبيات التي سببتها لنا وليس لديها سوى الوعود واللوحات الإعلانية المنتشرة في الحي، عن تنفيذ مشاريع تتعلق بتصريف المياه. مشيرا إلى أن الأهالي باتوا يعانون بشكل كبير من تلك المستنقعات إلى حد أجبر البعض إلى الإعلان لدى مكاتب العقار للبحث عن مشترين لمنازلهم بسبب الانزعاج النفسي الذي أصابهم جراء المستنقعات وتسببها في حرمانهم من التمتع بالهدوء والعيش في منازلهم بعيدا عن المنغصات. انتشار الوافدة فيما أكد مساعد الزهراني، أن معاناتهم في الأجاويد والسنابل لا تتوقف عند مستوى التلوث البيئي الذي سببته الطفوحات وحسب بل تتعدى إلى مشاكل أخرى تقلقهم كانتشار العمالة المخالفة والمجهولين وانعدام الإضاءة العامة ليلا، وانتشار ظاهرة سرقة المحلات ومواد البناء من المنازل التي لا تزال قيد الإنشاء. وطالب الزهراني، من الجهات المعنية في أمانة جدة والشرطة والجوازات والشركة الوطنية للمياه كلا حسب اختصاصه، ضرورة التحرك لمتابعة السلبيات والمشاكل التي يعاني منها السكان، لافتا إلى أن مخططي السنابل والأجاويد يعدان الواجهة الجنوبية لمحافظة جدة، وبوابة أولى للقادم من طريق الساحل الدولي، فضلا عن كون المخططان يشهدان كثافة سكانية من محدودي الدخل. في المقابل أوضح ل«عكاظ» مصدر في الشركة الوطنية للمياه، أن مشكلة المياه الجوفية في جدة يعاني منها قرابة ال 19حيا هي السنابل، والأجاويد، وجوهرة المعارض، وأبرق الرغامة، وقويزة، والنسيم الشمالي، والعليا، وكيلو 14، والمنتزهات والمساعد، ومخطط عبيد، والراية، ومخطط الحرمين، والسامر، والأجواد، والواحة، وبريمان الشعبي والشرقي. وبين المصدر، أن إمارة منطقة مكةالمكرمة أسندت مهمة معالجة هذه المشكلة للشركة الوطنية، وتم الانتهاء من دراسة ستة مواقع وهي: (كيلو 14، كيلو 11، قويزة وبريمان المتبولي، والعليا) وتسلمت مخططاتها من إدارة السيول والأمطار وسيتم تسلم باقي المواقع تباعا، مشيرا إلى أن اللجنة الوزارية الفرعية المشكلة لدراسة مشكلة المياه الجوفية اعتمدت في وقت سابق مبلغ 100مليون ريال في محضر اجتماعها الثاني الذي عقد في مقر إمارة منطقة مكةالمكرمة في جدة في التاسع من صفر الفائت للبدء في تنفيذ المشاريع اللازمة. في المقابل أكد الناطق الإعلامي في شرطة محافظة جدة العميد مسفر الجعيد، متابعة الظواهر السلبية ميدانيا ورصد الملاحظات أولا بأول، للتعامل معها وإنهائها من خلال التواجد الميداني المكثف للدوريات الأمنية والدوريات السرية التي تعمل على مدار الساعة، مبينا أن شرطة جدة حرصا منها على تقديم الخدمات الأمنية اللازمة والتواصل مع الجمهور استبدلت الرقم المجاني لاستقبال البلاغات غير العاجلة بالرقم الثابت (6425550) لتسهيل تلقي بلاغات وملاحظات المواطنين والمقيمين غير الطارئة على مدار ال24 ساعة والتعامل معها بعد التأكد من صحتها، منوها في الوقت ذاته بأن المعلومات المتلقاة، وهوية المبلغ يتم التعامل معها بسرية تامة. من جانبه أوضح المتحدث الأمني في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين: أن الجوازات تقوم بتسيير دوريات أمنية وسرية يومية لرصد تجمعات المخالفين وإعداد خطط للقبض عليهم في أنحاء المنطقة حيث يتم رصد جميع المواقع إما من خلال الفرق أو من خلال ما يرد من بلاغات لغرفة العمليات في الجوازات ثم يتم تسيير دوريات الجوازات لهذه المواقع ليتم ضبط المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل.