يبدو أنه حتى أصحاب الدراسات العلمية باتوا يؤمنون بأهمية الواسطة والمحسوبيات في تسليط الضوء على دراساتهم، ومنحها مساحة من الشهرة في زمن إعلامي هش، لم يعد للمصداقية والمهنية مكان فيه، تخيلوا خبر دراسة تسيء للمرأة السعودية، تناقلته المئات من وسائل الإعلام السعودية والعربية (وربما العالمية لأني لم أتأكد من ذلك)، تناقلته وهو كخبر وكدراسة لايستحق النشر، أقسم لكم بالله العظيم أنه لايستحق النشر بعيدا عن كوني سيدة سعودية أتشرف بالدفاع عن بنات وطني، الخبر لا يحمل مضمونا سوى الإساءة للمرأة السعودية، وهي لم تعد تتحمل إساءة أكثر مما يحصل من تشويه قضاياها بشكل مسيء لها أبلغ الإساءة، الخبر يقول: (دراسة سعودية: تقصير الزوجة أهم أسباب الطلاق)، أولا: الدراسة المزعومة أقيمت فقط في مدينة الرياض، ثانيا: الدراسة شملت الأزواج فقط واستبعدت الزوجات !، ثالثا: شملت ألفا وخمسمائة زوج في مجتمع الرياض الذي يكاد يكون فيه ما يقارب المليون رجل متزوجا أي تم سؤال واحد من ألف من العينة وهي نسبة ضئيلة لا أعرف كيف تم اعتمادها كدراسة أو مجتمع بحثي، عينة بحث مرفوضة علميا غير كونها مضحكة ولا أظن أن هناك جامعة أو دكتورا يحترمان نفسيهما يقبلان اعتماد مثل هذه الدراسة غير العلمية وغير المنطقية، هل يقبل دكتور أو جامعة أن يقوم طالب بتقديم دراسة عن: أيهما أكثر تطورا الأرجنتين أم بريطانيا وتكون عينة البحث جميعها من البريطانيين؟! هذه الدراسة غير كونها كشفت رداءة بعض المواقع التي نشرتها حرفيا بشكل متشابه دون تغيير أي حرف، كشفت أيضا رداءة مستوى الدراسات الجامعية التي تسببت كثيرا في عدم تقدمنا الحضاري الذي نحن أحق به من مجتمعات أخرى تجاوزتنا، لو كانت هذه الدراسة وزعت على ألف وخمسمائة زوجة لكان الخبر : (دراسة سعودية: تقصير الزوج أهم أسباب الطلاق)، شئنا أم أبينا لابد من الاعتراف بأن المرأة السعودية يتم التعامل مع أخبارها وقضاياها بنوع من عدم الاكتراث حتى أجبرت على الانسحاب الكامل من مجتمع لايعرف أنه يقص إحدى قدميه ليمشي على قدم واحدة، بدون تفعيل دور المرأة كباقي الأمم لايوجد «مجتمع» في السعودية! [email protected]