حمّل عدد من قضاة المملكة المتخصصين في النظر في قضايا الزواج في المحاكم الشرعية "الزوجات" المسؤولية عن انتشار الطلاق في أوساط المجتمع السعودي، إذ انصبت 6 أسباب لانتشار الطلاق على المرأة، فيما ذهبت 4 أسباب أخرى لجانب الرجل، وذهب سبب واحد إلى "أسرة الزوجين" في انتشار ظاهرة الطلاق. وكشفت إفادات عدد من القضاة يعلمون في المحاكم المتخصصة، عن 11 سببا لوقوع الطلاق في الحالات التي نظرتها محاكم الضمان والأنكحة بكل من الرياض، وجدة، والدمام، وتبوك، وأبها، أهمها إفادة القضاة بأن عدم رؤية الخطيب للخطيبة قبل إبرام عقد الزواج ساهم في عدد من حالات الطلاق التي استكملت أوراقها في المحاكم الشرعية. ووفقا لدراسة أعدتها وزارة الشؤون الاجتماعية تناولت ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، فإن القضاة الشرعيين أكدوا أن أحد أسباب الطلاق يكمن في عدم رؤية الخطيب للخطيبة، كما يرتبط بذلك عدم حصول أسرة الزوجة على معلومات كافية عن الخطيب وأسرته قبل إبرام عقد الزواج. وذكرت إفادات القضاة أن عدم قيام الزوجة بحقوق زوجها الشرعية سبب في انتشار الطلاق، كالخروج من المنزل دون إذن زوجها، وعدم احترامه وتقديره، مما يولد البغضاء والكراهية في نفس الزوج ويدفعه إلى طلاقها، مبينة بأن تقصير الزوجات في حقوق أزواجهن قد يعزى إلى قلة وعيهن الديني، الذي ينبغي أن يتم التركيز عليه في مناهج الدراسة الثانوية وكليات البنات. وبينت الدراسة، أن تدخل الأسر وخاصة أسرة الزوجة في تفاصيل الحياة الزوجية كان سببا في إنهاء الحياة بين الزوجين في عدد من الحالات التي وصلت للمحاكم. وأضاف القضاة أن بعض حالات الطلاق التي تمت داخل المحاكم تعزى لعمل المرأة خارج المنزل، حيث اشتكى بعض الأزواج من أن زوجاتهم يقضين النهار في العمل الوظيفي والليل في الزيارات والنوم، مما يؤثر سلبا على الحياة الأسرية وعلى تربية الأبناء. وأوضحت الدراسة أن عدم اعتراف الزوجة بفضل زوجها في المسؤوليات العديدة التي يقوم بها نحو زوجته وأبنائه، وعدم تقديم الشكر وإظهار التقدير له بكلمات الحب والوفاء يكون له أثر سلبي على الحياة الزوجية. وأكدت أن بعض الأزواج يشير إلى تعلل الزوجة بعدد من الحجج ورفضها للمعاشرة الزوجية، مع عدم الاستعداد المبكر للمعاشرة من حيث الملبس والروائح والعطور وإظهار الفتنة والجمال لزوجها. وأشارت الدراسة إلى أن أسباب الطلاق في السعودية حسب إفادات القضاة يعزى إلى إهمال الزوجة لخدمة زوجها من غسيل ملابسه وكيها وتجهيز فراشه وطعامه في الوقت المناسب. وبالنسبة لجانب الرجل، حمّل القضاة الذين يعملون في المحاكم الشرعية الزوج المسؤولية عن انتشار الطلاق في المجتمع عبر 4 مواضع يخطئ فيها الزوج، منها تلفظ الزوج على زوجته بالسب والشتم، وربما يصل الأمر إلى التعدي على أهلها سبا وشتما، إضافة إلى عدم التزام الزوج بحقوق زوجته وأبنائه واحتياجات الأسرة، إضافة إلى سهر الزوج خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل، وربما حتى الفجر والانشغال بمشاهدة التلفزيون في الاستراحات، وتعاطي الزوج للمسكرات والمخدرات وغيرها من المحرمات.