بعد اجتماعين لجبهة الانقاذ الوطني الكيان المعارض الأكبر في مصر الذي يضم 21 حزبا وجماعة سياسية، عقدتهما مساء أمس، قررت الجبهة رفض الاستفتاء على الدستور المقرر اجراؤه السبت المقبل، بينما دعا بعض مؤيديها للتصويت ب(لا). وبينما كانت وسائل الإعلام العالمية في انتظار تلاوة البيان الرسمي للجبهة، كشف منير فخري عبدالنور القيادي بحزب الوفد عن أنه «حتى في حالة إقرار الدستور فإن القوى المدنية والديمقراطية ستظل تناضل لإسقاطه». وقال عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب المؤتمر: بالطبع سأصوت ب(لا). وقالت شاهندة مقلد الناشطة السياسية وعضو الجبهة: سنسعى للحشد ل(لا) على الدستور. وعقب انتهاء الاجتماع تلا سامح عاشور عضو الجبهة ونقيب المحامين البيان الذي دعت فيه الجبهة جموع الشعب للاحتشاد والتظاهر السلمي غدا في كافة الميادين والمحافظات. ولم ينجح الإعلان الدستوري الذى أصدره الرئيس مرسي بعد منتصف ليل السبت في نزع فتيل الأزمة، بل زاد المصريين انقساما، وأجمعت قوى المعارضة على أن الإعلان الجديد مجرد نسخة معدلة من الإعلان الملغي، وأن الفرق بين القديم والجديد هو الفرق بين جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، حسب تعبير محمد عصمت السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية وعضو الجمعية التأسيسية المستقيل. وبينما يستأنف القضاة معركتهم اليوم وغدا ضد الإعلان الدستوري يبدو أنهم كانوا بحاجة إلى الرجوع لجمعياتهم العمومية بشأن موقفهم النهائي من الاستفتاء، وهل سيقاطعون الاشراف عليه حسبما قرروا، أم أن الاعلان الجديد ومتغيرات أخرى ستجعلهم يراجعون موقفهم، ويعلن قضاة مجلس الدولة موقفهم النهائي في مؤتمر صحفي ظهر اليوم، بينما يعلن نادي القضاة موقفه في مؤتمر صحفي مماثل غدا. المصريون انقسموا أيضا مكانيا، حيث نظم «الإخوان» وقفات حاشدة بالمقطم وميدان المحكمة لتأييد الإعلان الدستوري، فيما ظل عدد كبير منهم معتصمين أمام المحكمة الدستورية، وواصل السلفيون حصارهم لمدينة الانتاج الإعلامي مطالبين بتطهير الإعلام، ونفس المطلب رفعته مسيرة نظمها مذيعو ومذيعات التلفزيون الحكومي. ومن جهته، اصدر رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل بيانا أمس دعا فيه مختلف القوى والتيارات السياسية من المعتصمين في كل مكان إلى فض الاعتصام والتوجه إلى صناديق الاستفتاء، لافتا الى ان الجميع امام فرصة تاريخية لإثبات مواقفهم كل حسب ما يريد عن طريق المشاركة. في هذه الاثناء، شعر مصريون مقيمون في القاهرة بمزيد من القلق وهم يشاهدون الطائرات المقاتلة تحلق في سماء القاهرة، ما دفع مصدرا عسكريا للإدلاء بتصريح أكد فيه أن الأمر لا يعدو كونه خطة تدريبية خاصة بالقوات الجوية لرفع الكفاءة القتالية.