مالا يعرفه الكثيرون من طلاب البكالوريوس هو أن مجال الكيمياء الحيوية يعتبر واحدا من أهم المجالات ذات الأفق الواسع في سوق العمل إذا ما أعطي حقه وقوبل بالدعم من قبل الجهات المختصة وذلك بإقامة دورات ومعارض التوظيف وورش العمل اللازمة للتأهيل، وهو الأمر نفسه الذي لمح إليه الدكتور ويلموت في مقاله الذي نشر في إحدى المجلات التابعة للجمعية البريطانية للكيمياء الحيوية حيث يؤكد بأن الفعاليات المنظمة من قبل إدارة الجامعة بالتنسيق مع القطاعات المختلفة كالشركات والمصانع والمستشفيات وغيرها، برغم قلة فرص العمل والركود الاقتصادي، يعطى الطالب صورة واضحة عن أهمية التخصص بل ولربما يؤمن مستقبل الطالب بعد التخرج. وإليكم نبذة بسيطة عن مجالات العمل المختلفة التي يستطيع خريج العلوم الحيوية بشكل عام التوجه إليها بعد التخرج بحسب ما نشرته مجلة بيوكمست البريطانية للعام 2012م ، وهذه المجالات هي : الطب، الأسنان، المحاماة، فني مختبرات، مسوق للشركات، أمين مكتبات، خادم مدني (باحث ميداني)، محلل سوق، أخصائي تغذية، عالم شرعي وجنائي، عالم أجنة، باحث خصوبة وعقم، مدير بحث، منسق أبحاث طبية وحيوية، معلم صف، معلم مدرب، ممرض، أكاديمي، استشاري علوم جينات، باحث طبي، ضابط شرطة، مطور عقارات ومستحضرات تجميل، كاتب علمي، منتج مصنع، إضافة إلى محلل نظم معلوماتية حيوية (بيو انفورماتك) و إحصائي حيوي. وعلى سبيل المثال فقد يستغرب أحدكم كيف لخريج كيمياء حيوية أن يصبح محاميا؟!، لا أخفي عليكم فأنا نفسي قد أصِبت بالحيرة التي ما تبددت بعد قراءتي مقالا للمحامية اللامعة (جان كريج هل) في نفس العدد من المجلة وهي بالأصل خريجة كيمياء جزيئية خليوية وحاصلة على درجة الماجستير المدمج مع البكالوريوس من جامعة أوكسفورد. حيث قالت بأنها تعمل في مجال قانون حقوق الملكية الفكرية وحفظ براءة الاختراعات، حيث حصلت بعد تخرجها على دورات تدريبية ودبلومات في القانون وشهادة تصريح مزاولة المهنة كمحامية، والتحقت بالعمل في أحد أشهر مكاتب المحاماة البريطانية لتصبح مسؤولة عن القضايا المتعلقة ببراءات الاختراع الخاصة بشركات الأدوية.. وقد ختمت مقالتها بأن العمل كمحامٍ أو بالأصح مستشار قانوني في براءة الاختراع العلمية يعتبر الخيار الأمثل لمن له خلفية علمية ويريد الاستفادة من معلوماته العلمية. وختاما، برغم أن الحصول على وظيفة اليوم ليس بالأمر الهين، إلا أن دورات تدريبية سواء في الإدارة والتسويق وغيرهما ومعارض توظيف هنا وهناك بداخل الحرم الجامعي خلال العام الدراسي (والتي باتت من السهل أن تكون افتراضية على الانترنت) قد تساعد الطالب على طرق الكثير من أبواب العمل التي كان يعتقد في الأغلب أنها لا تنحصر إلا ما بين القطاعين الطبي والأكاديمي. نور باقادر* * طالبة دكتوراه في الكيمياء الحيوية في بريطانيا.