واهم من يعتقد أن نتائج إيجابية عابرة يحققها فريق كرة القدم في نادي النصر أمام فرق الوسط والمؤخرة في دوري زين وفريق بحريني مغمور يمكن لها أن تغير رأياً أو وجهة نظر فنية. من يكتب مقالا أو يقول قولا مدائحياً في الإدارة والمدرب واللاعبين بسبب انتصار عادي على الرائد والتعاون والشعلة والوحدة وهجر والحد إما أنه لا يعي قيمة النصر أو أنه يعي ولديه حساباته الخاصة. لست معنياً بمن لا يعي قيمة النصر على اعتبار خروجه عن دوائر المعقول، أما ذوو الحسابات الخاصة فإنهم يكتبون ويتحدثون معبرين عن مخاوف مكبوتة لها علاقة بتاريخ لا يبرح الذاكرة، ويا له من تاريخ. هؤلاء لا يريدون مصلحة النصر ولا يحبذون عودته ولذلك فإن المنطق يعني رفض رؤاهم والدفع بها إلى حيث تستحق بوصفها رؤى مشبوهة ترتسم حولها العديد من علامات الاستفهام. الحق والحق أحق أن يتبع أن هوية الفريق الفنية متذبذبة وغير مستقرة، والحق كذلك أن هذا التذبذب وعدم الاستقرار يعود إلى تخبط الإعداد وعدم وضوح الرؤية. كارينيو لم يقدم نفسه بشكل كامل وكاف والحكم عليه سلباً أو إيجابياً مبكر ومبكر جداً. العنصر الأجنبي غير مؤثر والمحلي بنسبة تقارب النصف عادي ولا يعول عليه على الإطلاق، والحق بناء على ذلك كل الحق أن تجاوز (الحد) لا يلغي كل هذه الحقائق. قد يكون النصر بثوبه الحالي مقبولا بالنسبة إلى فريق من فرق الوسط أو من تلك التي تصارع لنيل مقعد آسيوي، وربما كانت نتائجه الأخيرة مذهلة وتلوي الأعناق لو حققها فريق صاعد، أما أن تخسر من الشباب والهلال والاتحاد وتهدر نقاط نجران والفتح وتتجاوز فريقا اسمه غريب في بطولة إقليمية ضعيفة ثم تلهج بالدعاء لرئيس النادي فإن هذا موقف مشبوه يؤكد أنك لا تعلم عن أي عالمي تتحدث! أن يعود النصر فإن هذا يعني صناعة فريق بهوية فنية مستقرة وثابتة ينافس على البطولات وخاصة بطولة الدوري، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا بأدوات إدارية وفنية ذات مستوى عال غير متوفرة حالياً. خلاف ذلك فإن كل دعوات إصمات النقاد والكتاب والمحللين والمحبين لأن شايع شراحيلي ورفاقه انتصروا مثلا على التعاون تبقى دعوات عبثية وغير مسؤولة. ببساطة، جمهور النصر ومحبوه لم ينفكوا عن الانتظار مرددين: ليس بعد يا نصر.