مساء هذا اليوم، وفي لقائه بمضيفه الاتفاق، سيكون الظهور الأول لنادي النصر في دوري زين السعودي للمحترفين لكرة القدم، وسقف آمال جماهير الشمس هو أن يكون ظهور فريقها في منافسات هذا الموسم عاليا جدا؛ ولا أحد يستطيع أن يكبح جماح هذه الآمال التي ظلت مكبوتة لسنوات طويلة، على الرغم من تحررها في الأعوام الأخيرة بعض الشيء، ولكنها بقيت في أجواء مكبوتة في أيقونة تواضع قدرات الفريق الفنية؛ قياسا بتاريخ هذا النادي العريق وجماهيره الأسطورية. والتوقعات بظهور فريق النصر بصورة مغايرة، ليست توقعات منسوجة في الهواء، بل هي مبنية على معطيات موجودة على أرض الواقع؛ فالنصر ومن خلال إدارته الجديدة، أبرم الكثير من الصفقات المهمة، ويبدو أن الظروف ساقته إلى مدرب يتناسب مع طموحاته ويتوافق مع واقعه. والجميع شاهد مباراتي النصر الوديتين مع فريقي الرائد والعدالة، وقد ظهر النصر لمحبيه فريقا مختلفا عن أسلوبه المحفوظ منذ عشر سنوات، والذي كان يلعب كرة معقدة فيها من العك الكروي ما يخرج المتابع عن طوره، بل إنه كان فريقا مملا يمضي الكثير من وقت المباراة في ملعبه، وإن صعد للهجوم فإنه يصعد بطريقة عشوائية تأتي بنتائج عكسية على خطوطه الخلفية الضعيفة. النصر الآن.. هناك مؤشرات كثيرة تدل على أنه عاد لممارسة جمالياته في لعب كرة القدم، التي كانت تعتمد على الانتشار المدروس واللعب السريع المبني على اللعب من لمسة واحدة، ولكن على الرغم من أن النصر انتقل من التعقيد إلى التجديد، إلا أن هذا لا يعني أن الفريق تعافى من متاعبه الفنية بصورة كاملة، فالفريق مازال يعاني ضعفا في بعض المراكز، وبالذات في مركز الظهير الأيسر، وفي ضبط العمليات الهجومية السريعة، وهاتان الملاحظتان يجب على مدرب الفريق سرعة علاجهما، وبالذات معضلة الظهير الأيسر التي طالما دفع الفريق ثمن تواضع إمكانات من يشغلها. جماهير الشمس هي الأخرى لها دور كبير في مسيرة فريقها في دوري المحترفين، وواقعية هذه الجماهير مطلب مهم، ويجب أن تكون مدركة أن إدارة ناديها عملت الشيء الكثير لتحسين أداء فريقها، ولكن الفريق مازال يحتاج للكثير من العمل؛ لذا يجب أن تتوحد مطالبها في أن يكون لها فريق لا يهزم بسهولة. شخصيا أتوقع أن حضور فريق النصر في منافسات هذا الموسم سيكون مختلفا عن الحضور السابق، ولكن مازال الفريق في طور التكوين ولم يصل بعد للمنافسة على البطولات بصورة قطعية.