.. أين التئام الأمر يا مصر؟ وأين في القوم من يقضى به الأمر؟ وأين والخطب بحر في تقلبه؟ من يمتطي الخطب حتى يسكن البحر؟ وأين يا مصر من تفديك رغبته؟ وقد تمادت رغاب وانبرى غدر ما إن فرحنا برأس البغي في قفص حتى فجعنا بأسر، دونه الأسر الشعب يا مصر في الميدان بعضهم والبعض يا مصر يشكو زحفه القصر وبينهم ألف دعوى لا تحركها إلا السياسة يذكي نارها الكبر ومبغضون لمصر لا يسرهم مجد يتوق له الثوار أو نصر ومصر أم حضارات، وحاضرة يظل بكبرها في سيره الدهر ما بالها بعد ما أقصت فراعنة عن صدرها ضاق من أحرارها الصدر ما بالها تطعم الفوضى مكاسبها وتجهض الفجر لما شعشع الفجر ماذا يضير بَنِيكِ اليوم لو رجعوا عن العناد .. وساد الحق والفكر وحاوروا بعضهم بعضا علانية وأنصفوا الجهر مما يضمر السر وأخلصوا في سبيل الله غايتهم وفي سبيل شهيد ضمه قبر وفي سبيل نضال كي يقوم غد حر، وها هو في وجدانهم حر ماذا سيجنون إن هم أصبحوا فرقا وعم ليل الأسى، واستفحل الشر أما رأوا الغرب للصندوق محتكما؟ حتى تساووا وولى الجهل والفقر وما تفانوا .. ولا راحت معاولهم تغتالهم، ويحد الناب والظفر هذا الحراك جميل غير أن به جمرا من الغيظ يشوي قلبه الجمر وفتنة من بقايا الأمس نائمة تطل حتى يطول الكر والفر ولا ترى مصر إنتاجا ومنطلقا نحو التنافس، والمضمار مغبر قولي لهم حسبكم، ما ساد مجتمع والحقد طاغ على الهامات .. والثأر قولي كفى .. إن ليلا غاب سادنه قد انقضى .. وأطلت أنجم زهر شباب مصر وقد شادوا بثورتهم مصرا وزالت رؤوس الشر، والضر من حقهم أن يذوقوا طعم ثورتهم سلما وأمنا وقد أدماهم القهر ونهضة وغدا تزهو معالمه بالعدل حتى يفيض الخير والبشر