بدأ الخوف يدب في قلوب سكان المناطق الباردة والتي بات أهالها يخشون على أطفالهم المنخرطين في المدارس خصوصا طلاب الصفوف الابتدايئة ممن لا تقوى أجسادهم النحيلة على مقاومة موجة البرد القارسة والتي وصفها الأهالي بالأعنف والأشرس في ذات الوقت. وتعتري الأسر في منطقة تبوك خلال هذه الأيام حالة من الاستنفار لمواجهة البرد وتأهيل أبنائهم لمواجهة شدته، إذ لا هم لهم سوى تدثيرهم بالملابس الصوفية وتحفيزهم على الحركة الدائمة لتنشيط الدم في أجسادهم النحيلة ومن ثم شعورهم بالدفء. وتبدأ المعاناة من البرد على مرحلتين، الأولى في المنزل حيث يواجه الوالدين مشكلة إيقاظ أبنائهم صباحا، إذ أن الشعور بدفء الفراش يزيد من تشبثهم بالدفء وتؤدي شدة البرد إلى تدني مستوى التحصيل العلمي وتنامي الخمول لديهم، أما المرحلة الثانية فتكون محطتها المدرسة، إذ يعاني المعلمون أنفسهم من الخمول وعدم الرغبة في العطاء؛ كون البرد يحد من نشاط الحركة التعليمية بل يمتد إلى التأثير الصحي على الصغار نظرا لتعرضهم للإصابة بالأمراض التي تنتشر في هذا الموسم كالإنفلونزا وغيرها، إضافة للكسل الذي يعتري الطلاب في داخل الفصول الدراسية جراء شدة البرد. وعلى النقيض تماما، فإن الحركة التجارية في مثل هذه الظروف تشهد تفاوتا في عملية البيع، فمحلات بيع وسائل التدفئة ولوازم الرحلات البرية والملابس الشتوية تنشط وتشهد إقبالا ربما لا يتكرر في سواه من الأيام أو المواسم، في حين تتدنى حركة البيع والتسوق في المحلات الأخرى خاصة الفترة المسائية. عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق قال: «نعيش الآن على أول عتبات فصل الشتاء، وسيستمر معنا الشتاء لما تبقى من محرم وصفر وربيع الأول، تقريبا ثلاثة شهور، والبرد القارس سيكون خلال شهر صفر، ومع بداية شهر ربيع الأول ستخف موجة الشتاء علينا وموجات الاعتدال تطول فتراته، وستزورنا موجات البرد على فترات متباعدة، أي أن شهر صفر ستكون الموجات الشتوية فيه زائرة على فترات متقاربة، وهذه الزيارة ستطول مدتها في شهر ربيع الأول، وكل ما تعمقت المدة كلما زادت فترة الموجات الشتوية المتتابعة». وأضاف أن المتوقع أن البرد سيكون أبرد من العام الماضي لعوامل خارجية؛ لأن درجات الحرارة حاليا تدنت إلى 45 تحت الصفر في القطب الشمالي، وهذا التدني هو مؤشر على أن فترة الشتاء القادم ستكون باردة، وهطول الأمطار كذلك على المناطق الشمالية سيزيد من حدة البرودة، الأرض تكون مبللة والبرودة الشتوية تكون مستوردة من الخارج، وبوابة دخول البرود هي البوابة الشمالية وهي مبللة ستعمل على انخفاض درجات الحرارة لمعدلات لم تكن كالعام المنصرم. وعن تساقط الثلوج أكد الدكتور الزعاق أن المناطق الشمالية ستزورها موجات ثلوج من الشام؛ لأن القطب الشمالي يستعد لتصدير الموجات الباردة التي تحمل في طياتها عواصف ثلجية على أوروبا ثم تنزاح إلى مناطق الشام إلى شمال المملكة.