أكد فهد المطوع رئيس نادي الرائد رحيله نهاية الموسم الحالي بعد انقضاء فترة رئاسته ذات الأربع سنوات، ويمكن تصنيف هذا الابتعاد بأنه ابتعاد مختلف وغير معتاد عطفاً على عدة معطيات. السائد لدى رؤساء الأندية إما الفشل والتعرض لضغوط جماهيرية وإعلامية وبالتالي الخروج من الباب الضيق بالاستقالة في توقيت عشوائي، أو تحقيق بعض النجاحات وتوظيفها للاستحواذ على كرسي الرئاسة أطول فترة ممكنة. وسواء فشل الرئيس ثم استقال أو نجح فاستمر فترة طويلة فإن الغالب تركه للنادي محطماً مديناً للاعبين ومدربين وإداريين وأطباء ومطاعم وفنادق وشقق مفروشة وغير مفروشة وشركات تنظيف وكل جهة لها علاقة بتقديم خدمات للأندية أما مطوع الرائد فقد قدم نفسه بشكل مغاير حينما قطع دابر الشك بيقين تسليمه الرائد للرئيس القادم بديون صفرية. الأمر المهم الآخر أن الرجل وبسابقة محلية ربما، ترشح رئيساً لأربع سنوات قضاها ثم فضل الابتعاد، لم يستقل أو يهرب ولم يطمع ويتشبث بالكرسي لفترات قادمة بل تعامل بهدوء واتخذ قراره بمنطق يحسد عليه. حدد أهدافه ثم عمل على تحقيقها فأنجز ما استطاع، انتهت مهمته فغادر. معادلة سهلة في عناصرها بسيطة في ترابطها لكن تنفيذها عسير. وفضلا عن أن إعلان المطوع المبكر يتضمن إعطاء مساحة زمنية كافية للرئيس القادم يستطيع من خلالها ترتيب أوراقه جيداً لمعترك الموسم الجديد فإنه كذلك يدل على وضوح رؤية الرجل وعدم اتكاله على اللحظة الآنية ليتخذ بها قراراته وهذه سمة العمل/العامل الجيد عموما. الأسماء في هذه السياق غير مهمة مطلقاً والتنويه هنا بالقرار المختلف لرئيس الرائد لا بشخصه، كل ما أرجوه أن لا يكون تصريحه مجرد مناورة يستجلب عبرها دعما شرفيا أو ظهورا إعلاميا.