استطاعت روافد العمل التطوعي وكوادره الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في بث مقترحاتهم، فضلا على أنها واحة تلهم المتطوعين الأفكار الإبداعية وتضيء لهم الطريق لتفعيل معطيات العمل التطوعي. في هذا السياق، قال أسامة عبدالكريم أحد المداومين على التطوع في أغلب المناسبات التي تعنى بالأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة إنه يتمنى الكثير من الناس القيام بعمل خيري تطوعي مختلف وبسيط في أوقات الفراغ، كما يملك الشباب طاقة كبيرة لعمل الخير، ولكن غالبيتهم ليس لديهم إمكانيات مالية، ولكن هناك أبواب كثيرة غير مرهقة أو مكلفة لذلك، ولكن يمكن البدء بأشياء بسيطة وأساسية مما يدفع الشخص للمداومة عليها مستقبلا. ويضيف: «بالنسبة لي بدأت بخطوات بسيطة مثل الذهاب مرة في الأسبوع لدار المسنين أو الأيتام، وذلك لزرع الابتسامة على وجوههم، كما كنت أقوم بشراء مجموعة من الملابس والأحذية وتوزيعها على عمال النظافة المنتشرين في الشوارع، وبعد ذلك بفترة بسيطة تقدم أخي الأصغر وأصدقاءه للمشاركة معي، وقد رحبت بالفكرة كثيرا». من جهته، قال فارس عبيدالله: «هناك الكثير من السبل للتطوع، فيمكن للشاب أن يضع نفسه في خدمة المؤسسات التي تعمل في المجال الخيري والتطوعي بمحيطه، ويعمل وفق ما يستطيع تقديمه من جهد أو مال، ولذلك تأثير كبير على نفوس من هم حوله، كما أشجع أن يكون التطوع ضمن جهات رسمية ومخصصة لتنظيم أعمال التطوع». وقال أحمد اليافي المشرف على مجموعة تطوعية: «بدأ فريقنا بأعمال التطوع منذ رمضان الماضي عن طريق تويتر، ومن أبرز الأعمال التطوعية التي أقمناها إعداد موائد الرحمن لإفطار الصائمين في المساجد والحدائق العامة، كما كنا نقوم بتنظيف مجموعة من المساجد وتفقد الإنارة والفرش وتوفير مياه الشرب والمناديل ونحوها، كما نقوم بتنظيم وتقديم برامج يجتمع فيها التوعية والترفيه للشباب والفتيات بعد صلاة التراويح، حيث تكون بدائل لما يعرض على القنوات التلفزيونية». ويضيف اليافي: «أؤمن بأن ممارسة العمل التطوعي ومزاولته تلهم المتطوع الكثير من الأفكار الإبداعية، وأدعو الشباب والفتيات لممارسة هذا العمل حتى إن عملتم من المنزل أو بإمكانيات محدودة، كما نتمنى من الجهات الرسمية دعمنا والمساعدة في تسهيل عملنا». ومن جانبها، قالت سمر عبدالغفور المسؤولة عن مجموعة تطوعية على الفيس بوك: «بدأت قبل سنة من الآن بفتح صفحة على الفيس بوك تحمل شعار (لنتعاون في خدمة مجتمعنا) وانضم العديد من الشباب والفتيات لتلك الصفحة، وبدأنا بطرح مجموعة من الأفكار للأعمال التطوعية لننظم العديد من المناسبات التي تفيد ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم في المجتمع، وكانت الفتيات هم من يقمن بإرسال الدعوات ونشر الخبر الخاص بالمناسبة وتنظيمها والمشاركة في تقديمها». من جانبها، أوضحت الأخصائية الاجتماعية الدكتورة هنادي آل عابد أن للعمل التطوعي فوائد عديدة تعود على المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأسره، كما أن العمل التطوعي يساهم في استغلال طاقات أفراده في مجالات مثمرة وهادفة لمصلحة المجتمع ويعينهم على قضاء أوقاتهم بالمفيد وخاصة شريحة الشباب، فالعمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، ودليل على حياة المجتمع وحيويته. كما أنه وسيلة لشعور المتطوع بالراحة النفسية واعتزازه وثقته بنفسه لشعوره بأهميته ودوره في نفع المجتمع الذي يعيش فيه؛ لأن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح».