أفصحت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكر والدهون بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله الطبية التابعة لجامعة الخليج العربي الدكتورة نسرين السيد أن ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري في السنوات الأخيرة تستدعي التركيز على مرحلة ما قبل المرض أكثر من مرحلة الإصابة بالمرض، خصوصا في ظل الأرقام التي تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بداء السكري في دول مجلس التعاون الخليجي وتصدرها قائمة العشر الأوائل على مستوى العالم في نسبة الإصابة بالمرض وفق أحدث الإحصائيات. وقالت السيد إن التوقعات تشير إلى احتمالية تصاعد عدد المصابين بالسكر حول العالم واردة في حال لم تتوفر التوعية الكافية بالأسباب والاهتمام بالوقاية، لافتة إلى أن عدد المصابين بالسكر حول العالم تجاوز 300 مليون بحسب منظمة الصحة العالمية، ويتوقع الخبراء وصول العدد إلى زهاء 380 مليوناً خلال السنوات العشر المقبلة إذا لم تتخذ إجراءات وقائية تحد من ارتفاع العدد. وأشارت على خلفية إحياء اليوم العالمي للسكر إلى أن برامج التوعية والوقاية باتت أهم وأجدي اقتصاديا من معالجة المرض بعد الإصابة به لكونه مرضا مزمنا يتقدم ويتطور بتقدم عمر الإنسان، خصوصا وأن الأرقام تشير إلى أن مملكة البحرين تحتل المرتبة الثامنة في نسبة الإصابة بالمرض عالمياً بنسبة 20% من عدد السكان البالغين، أي أن شخصاً من بين 5 أشخاص في المجتمع البحريني مصاب بالمرض، وهو ما يعتبر ناقوس خطر يحتم أخذ الاحترازات الوقائية والتوعوية، موضحة أن السمنة وعدم ممارسة الرياضة تتصدر قائمة أسباب الإصابة بالسكري. وأشارت السيد إلى أن مرحلة ما قبل الإصابة بالمرض هي المرحلة الأهم حيث تكون معدلات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكنها ليست مرتفعة بشكل كبير ليطلق عليها اسم «مرض سكري»، لذلك تعتبر هذه المرحلة مرحلة المرض الصامت لكون المرض موجودا من دون أعراض، لافتة إلى أن إهماله يؤدي إلى الإصابة بالمرض بمضي الوقت خصوصا مع زيادة الوزن. وبينت استشارية الغدد الصماء أن الفئة العمرية التي تقع فوق سن 45 وما فوقها هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من غيرهم.وفي هذا السياق، لا تستبعد السيد أن يصاب من هم أصغر سنا من 45 بالسكري خصوصا إذ كانوا يعانون من زيادة في الوزن أو ارتفاع ضغط الدم أو الكرسترول أو تكيس المبايض لدى النساء، مع وجود عوامل وراثية مساعدة، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن احتمالات زيادة عدد المصابين بالسكري تشهد تزايدا في ظل تغير نمط الحياة وانتشار ظاهرة السمنة وانتشار العادات الغذائية السيئة وقلة الحركة، لذلك فإن الغذاء المتوازن والرياضة المستمرة والفحص الدوري يعدان خير وسيلة للوقاية من المرض.