عاد المبتعث إلى دياره.. تعلم الكثير وفاته أكثر.. بدأ بضبط ساعات العقل كي تتوافق مع التوقيت المحلي، في كثير من الأحيان يكون الحصول على فرصة عمل أصعب مما كان يتوقع المبتعث، وفي أحيان أخرى يكون للواسطة مفعولها السحري العجيب، حيث يحصل على وظيفته قبل أن تهبط الطائرة التي أقلته على أرض الوطن!، وإذا بدأ المبتعث حياته العملية بالواسطة، فإن كل ما تعلمه في الدول المتقدمة بلا قيمة؛ لذا فإن برنامج الابتعاث الطموح يحتاج إلى برنامج يوازيه لتوظيف المبتعثين، وإلا فإن الفائدة المنتظرة من برنامج الابتعاث سوف تتبخر مع مرور السنوات، ويتجمع بخارها، فتزداد غيوم البيروقراطية التي لا ينفع معها أي استمطار صناعي!. ** لأن مشروع الابتعاث يدفعنا لا شعوريا للتفاؤل بالمستقبل، فإننا سوف نبدأ رسائل المبتعثين العائدين برسالة مفرحة من الأخ: (مساك الله بالخير، كنت راسلتك قبل ما يقارب سنة ونصف، وكنت وقتها عاطلا عن العمل بعد تخرجي من أمريكا بتخصص الإدارة الصحية، أبشرك توظفت وأخذت الفرصة لخدمة ديني ووطني، وأنا الآن مدير مستشفى الملك خالد في تبوك، بعد ما أثبت نفسي، وأنا الآن عمري 32 سنة، الفرصة لازم يأخذها الشباب الذين ابتعثوا ليخدموا الوطن، وطننا يحتاج الكوادر المخلصة، أشكرك، سالم العطوي). ** ولكن التفاؤل في بعض الأحيان قد يدفعنا لتجاهل الواقع المرير في القطاع الخاص؛ لذلك سوف ألخص لكم رسالة المهندس أحمد العتيبي بالسطور التالية: (قيمة مشاريع سوق البناء السعودي الجاري تنفيذها هي الأعلى في المنطقة، بل وفي العالم، حيث تتجاوز حاجز 750 مليار ريال، وأنا مهندس سعودي تخرجت من جامعة بريطانية ضمن برنامج الابتعاث قبل سنتين، وتوظفت في شركة بناء عملاقة هي المهيمنة على أغلب المشاريع الكبرى، وقد قدمت استقالتي قبل 4 أشهر لممارسة الشركة جميع أنواع التطفيش المعنوي والمادي مع الموظفين السعوديين الذين يعدون على الأصابع فيها، وهم قلة قليلة جدا بالنسبة للوافدين من جنسية عربية معينة يستلمون أضعاف رواتبنا، رغم أنهم لا يحملون مؤهلات تستحق الذكر، ما دفعني لتوجيه هذه الرسالة لك، كوني أحد خريجي برنامج الابتعاث، وفي تخصص هندسي نادر ومطلوب، وقد رجعت كغيري بمعنويات مرتفعة لأسهم في نهضة وبناء بلدي، ولكن للأسف اصطدمت بواقع مرير، فأرجو منك كأحد الإعلاميين الغيورين على مصلحة الوطن والموطنين أن تنصفونا على الأقل إعلاميا لتظهروا فساد هذه الشركات، والتي تعمل ضد وصولنا لمصاف الدول المتقدمة بمحاربتها وتدميرها للكفاءات الوطنية، فالطفرة العمرانية التي نعيشها اليوم لن تستمر إلى الأبد، وقد قدر الاقتصاديون نهايتها في عام 2020 على أبعد تقدير)!. ** رسالة الأخ أحمد العتيبي دليل جديد على أن خطط السعودة يجب أن تركز على الشركات التي تأخذ عقودا حكومية بالمليارات، فنطاقات وزارة الحمراء والخضراء والصفراء لن تجدي نفعا ما لم يكن لدى وزارة المالية نطاقات تحت الحمراء تربط بين حجم العقود ونسبة السعودة في الشركات العملاقة.. لا تتشطروا على الجمبري وتتركوا الهوامير والحيتان تأكل كل ما في البحر!. ** مبروك.. تم اختراع مسمى وظيفي مقبول اجتماعيا لعاملة النظافة السعودية هو (صديقة البيئة)!، ولو أردنا الحق فان المسمى الأكثر دقة هو (ضحية البيئة)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة