لم ينتظر الشارع السياسي المصري الى حين انتهاء الجمعية التأسيسية من التصديق على مواد الدستور الذي امتد الى ساعة متأخرة من ليل امس، فيما اعرب معتصمو ميدان التحرير ونخب سياسية واقتصادية عن رفضهم لتمرير الدستور رغم اجماع اعضاء التأسيسية على معظم المواد في حين أجرت القوى المدنية المصرية بكافة توجهاتها اتصالات مكثفة لميلونية اليوم بميدان التحرير حملت اسم (التراجع أو التحرير) التي قررتها القوى السياسية التي شاركت فى مليونية الثلاثاء الماضي الرافضة للإعلان الدستورى الجديد في حين اعلن الاسلاميون عن نقل تظاهرتهم غدا الى محيط جامعة القاهرة وسط مواصلة الجمعية التأسيسية لكتابة دستور جديد لمصر امس التصويت على المسودة النهائية في انقسام سياسي حاد في البلاد تسبب فيه اعلان دستوري أصدره الرئيس محمد مرسي حصن تشكيل الجمعية من رقابة القضاء. وصوتت الجمعية في البداية لصالح بقاء المادة الثانية في الدستور السابق التي تنص على أن مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع دون تغيير. لكن المادة 219 التي لم تصوت عليها الجمعية بعد تقول «مبادئ الشريعة الاسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الاصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة» وهي مادة يخشى معارضون للجمعية أن يكون من شأنها تطبيق صارم للشريعة الاسلامية على المجتمع الذي يمثل المسيحيون نحو 10% منه. ونصت المادة الرابعة من المسودة على أن «يؤخذ رأي هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف في الشؤون المتعلقة بالشريعة الاسلامية» لكن المادة لم تقل ان رأي علماء الازهر -الذي يمثل الاسلام الوسطي بحسب تعبير قياداته- ملزم. وانسحب ليبراليون ويساريون وممثلو الكنائس المصرية الرئيسية من الجمعية التي شكلت من 100 عضو قائلين ان الاسلاميين الذين يهيمنون عليها يكتبون مسودة لا تؤكد التنوع المصري. وقال رئيس الجمعية التأسيسية المستشار حسام الغرياني في بداية الجلسة وهو نائب لرئيس محكمة النقض سابقا ان 11 عضوا احتياطيا ضموا للجمعية عوضا عن المنسحبين. وأضاف أن عدد الحضور بلغ 85 عضوا. في هذه الاثناء، واصل المعتصمون بميدان التحرير إغلاقهم لكافة المداخل المؤدية إلى الميدان، حيث استمر تحويل حركة سير السيارات من أمام المتحف المصرى إلى شارع قصر النيل، وأمام جامعة الدول العربية إلى كورنيش النيل؛ وكذلك من شارع قصر العينى إلى منطقة جاردن سيتى. في حين اعلنت جماعة الاخوان المسلمين مساء امس انها ستنقل التظاهرة التي دعت اليها غدا من ميدان التحرير الى مكان آخر، بينما اكد متحدث باسم حزب النور انها ستقام امام جامعة القاهرة. وقال الاخوان في تغريدة على حسابهم الرسمي على تويتر انه «سيتم نقل التظاهرة الى مكان آخر يحدد لاحقا». وأكد بعد ذلك احد المتحدثين باسم حزب النور نادر بكار في تغريدة اخرى ان «القوى الاسلامية قررت نقل التظاهرة امام جامعة القاهرة». من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المصرية، أن عدد المصابين منذ تظاهرات مليونية انطلقت في القاهرة والمحافظات يوم الثلاثاء الفائت بلغ 315 مصابا إلى جانب حالة وفاة واحدة بأزمة قلبية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية الدكتور أحمد عمر، في بيان أصدرته الوزارة مساء امس إن «عدد المصابين منذ مليونية يوم الثلاثاء الماضي وحتى الآن بلغ 315 مصابا في القاهرة والمحافظات»، لافتا إلى أنه تقرر خروج جميع المصابين من المستشفيات بعد تحسن حالتهم، عدا 51 مصابا فقط ما زالوا يتلقون العلاج.