أطلق مساعد عم الطفل زياد ضحية سيول الكامل آهة حزينة من أعماق صدره حينما شاهد جثة ابن أخيه مطمورة بالطين وسط أشجار النخيل في مزرعته بمركز الغريف القريب من منزل جد الطفل لأبيه وذلك أثناء تمشيطه للمزرعة برفقة عامل بنجلاديشي، وفي حينه أخذت جثة الطفل الغريق إلى منزل جده لأبيه وتم تغسيله وتكفينه وإبلاغ الدفاع المدني بالعثور على الجثة. وكانت أسرة الطفل الغريق توافدت إلى المزرعة وتم سحب الجثة من الوحل وبقايا مياه السيول وفي أعينهم دموع وحسرة على طفولة بريئة غدر بها السيل. وأوضح سعود سعد الرزقني السلمي والد الطفل زياد، الذي دهمه سيل وداي ساية التابع لمحافظة الكامل أن الجثة كانت مطمورة بالطين في مزرعة أخيه. وقال والحزن في ملامح وجهه: إن أفراد قريته سبق أن مشطوا المزارع المجاورة، موضحا أنه تم إبلاغ الدفاع المدني لإكمال الإجراءات الرسمية لدفنه. وكانت محافظة الكامل شهدت مؤخرا أمطارا غزيرة استمرت لمدة عشر ساعات، فاضت خلالها الأودية وجرفت المزارع والطرق وعزلت قرى الكامل لساعات طويلة، فيما شارك الدفاع المدني في عمليات البحث عن الطفل الغريق وجرى استخدام طائرة عمودية لمسح حوض الوادي. يشار إلى أن سوء الأحوال الجوية سبق أن حال دون تواصل عمليات الدفاع المدني للعثور على الغريق. وكان الطفل الضحية زياد في طريقه من جدة مع والده لزيارة جده لأبيه في محافظة الكامل، وفي الطريق شاهد والده أحد أقربائه وهو منهمك في إصلاح «بنشر» بإطار سيارته فنزل لمساعدته، وفي تلك الأثناء خرج الطفل زياد من السيارة ليلهو في الوادي حتى دهمه السيل واختفى أثره رغم محاولة والده الإمساك به لكن كانت المياه عنيفة لدرجة لم يتمكن معها الأب من الإمساك بالصغير أثناء مقاومته للسيل. من جهته أوضح المتحدث الإعلامي بالدفاع المدني الرائد عبدالرحمن الغامدي أنه تم العثور على الطفل زياد السلمي أمس داخل عقم مخصص لتجميع مياه الأمطار والسيول وهو تابع لمزرعة على ضفاف وادي ساية وقد تم البحث فيها من قبل الدفاع المدني المخصصة لهذه المهمة وتم انتشال الجثة تمهيدا لإكمال الإجراءات النظامية لتسليمه لذويه. في الوقت الذي تم الإعلان عن اكتشاف جثمان الطفل زياد السلمي في إحدى المزارع القريبة من وادي ساية بعد أن لاحظ وجوده أحد العمالة الأجنبية دب الحزن والبكاء في فصل الثاني الابتدائي في مدرسة إسكان قوى الأمن الثانية في جدة حيث يدرس الطفل غريق الكامل. وفي سياق الحزن فوجئ طلاب مدرسة الطفل زياد بصور زميلهم الذي قضى عاما ونصف العام معهم منتشرة في وسائل الإعلام، ومع دعواتهم القلبية أن يتمكن رجال الدفاع المدني من إيجاده جاءهم الخبر الصادم عند خروجهم من المدرسة بأن زياد توفي غرقا وتم العثور على جثته. الطلاب الذين دخلوا في موجة من الحزن الشديد وبكاء صامت غادروا إلى منازلهم بعد نهاية اليوم الدراسي والذهول يسيطر على تفكيرهم بعد أن ودعوا زميل الأمس وصاحب الابتسامة الجميلة والأخلاق العالية. وقال عتيق الله المطيري المرشد الطلابي في المدرسة «لم نكن نسمع عن زياد إلا الأخلاق الحسنة والاستماع لتوجيهات معلميه، وكان والده يتابعه بصفة مستمرة ولكن القدر كان أسرع من الجميع وقبضه الله إليه». وواصل، جميع من في المدرسة من معلمين وطلاب دخلوا في موجة من الحزن بعد أن بلغنا خبر غرقه في السيل، وحاولنا تخفيف الصدمة على باقي الطلاب الذين عاشوا الصدمة منذ الإعلان عن فقده. يذكر أن والد زياد يعمل في أحد القطاعات في جدة، وسبق أن غادر قبل الحادثة بيومين في إجازته الأسبوعية إلى محافظة الكامل برفقة عائلته لزيارة والده حيث هطلت الأمطار وجرف السيل الهادر ابنه الصغير زياد.