لم تكد تمضي 48 ساعة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس حتى أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على خرق الهدنة، حينما توجه المواطنون إلى أراضيهم في المنطقة العازلة على حدود قطاع للاحتفال بالنصر غير أن رصاص جنود الاحتلال كان أسرع من وصولهم لأرضهم، ليقتل شابا ويجرح أكثر من عشرين. والسؤال ماذا بعد خرق الهدنة .. وهل ستشهد غزة من الخروقات القادمة؟ لا بد لنا من الإشارة إلى أن بعض بنود اتفاق وقف إطلاق النار لا تزال غامضة، ولم تكتمل المباحثات بشأنها، ولذلك كان يجب أخذ الحذر من أية نتائج سلبية لهذه الهدنة «الهشة»، والتي تؤكد كل المصادر أنها لن تطول، وأن جولة أخرى قادمة، فإسرائيل اعتادت على خوض الحروب مع جيرانها، ولذلك كان على الجانب الفلسطيني استثمار نتائج هذه الحرب وتفويت الفرصة على إسرائيل، حتى نجنب شعبنا الفلسطيني ويلات الحروب، وفي الوقت نفسه الاستعداد لما هو قادم، حيث إن حرب الأيام الثمانية أفرزت عدة نتائج أهمها عدم الرهان على سياسة واحدة، كمن يضع بيضه في سلة واحدة، المفاوضات فقط أو المقاومة فقط، لا بل يجب أن نعيد حساباتنا ونحن مدركين قدرات شعبنا وصلابة إرادته، فالمفاوضات لا بد لها من قوة تساندها، حتى تستطيع فرض شروطك ومطالبك، وبدون قوة حقيقية تبقى دائما ضعيفا، ورأينا كيف راوحنا أكثر من عقدين من الزمن في مفاوضات عبثية، لا طائل منها ضاعت الأرض وتوسع الاستيطان في غياب القوة المساندة بالإضافة لقوة إرادة الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود والصبر وإيمانه بعدالة قضيته وتحمله الشدائد، وقدرته على تجاوز كل الظروف والقضايا التي تعترضه وعدم النظر إلى الوراء ففي هذه الحرب ألقى الشعب الفلسطيني بكل فصائله وأحزابه وراء الظهر ناظرا إلى الأمام، وقال كلمته أنا فلسطيني، هذه القوة ستظل رصيدا كبيرا في مخزون شعبنا في معركته من أجل التحرير والعودة. لذلك فإنه من الضروري الآن سرعة الاستفادة واستثمار تلك النتائج بدون تأخير وأول مظاهر الاستثمار هو إلقاء الانقسام وراء ظهورنا، وذلك بسرعة الالتئام لنكون شعبا واحدا وقيادة واحدة وبرنامجا واحدا، فأي تأخير ليس له تبرير، وقد رأيتم الشعب الفلسطيني في كل ومدنه وقراه ومخيماته، كان شعبا واحدا في مواجهة العدوان، في الضفة الغربية كما في قطاع غزة وفي الشتات وداخل الأرض المحتلة عام 1948، ينتفض وينتصر لغزة في مواجهة العدوان، لذلك يجب سرعة توحيد شقي الوطن، حيث إنه بإنهاء الانقسام يمكن التصدي للعدو ومواجهته سواء على أرض المعركة، أو في المواجهة السياسية والدبلوماسية بعد أيام قليلة في الأممالمتحدة، ووضع البرنامج الوطني المتكامل الكفيل بتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني، في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.