إشارة إلى ما سبق أن نشرته «عكاظ» بتاريخ 23 شوال 1433ه عما كشفت عنه مسؤولة منظمة الصحة العالمية من أن المنظمة تعتزم رفع توصية للجهات المسؤولة في المملكة بضرورة إدخال مادة الرياضة البدنية في مدارس البنات، وكذلك ما سبق أن تحدثت عنه إحدى صحفنا عن الرياضة البدنية وأهميتها وأن إيقاظ الوعي المجتمعي بأهمية النشاط البدني لصحتنا واستمتاعنا بالحياة ينطلق من عمر الطفولة المبكرة مع أول التحاق الطفل بالمدرسة، وأن حصة التربية البدنية يجب أن تتحول إلى نشاط رياضي منهجي وقائي وعلاجي يساعد على الحد من تعرض الطلاب والطالبات لأمراض السمنة التي قد تصل إلى 63% من الأمراض التي تفتك بالبشر.. إلخ. الحقيقة أن هذا الكلام جميل ومفيد ومشجع على القضاء أو قل للتخفيف من مرض السمنة الذي انتشر في الآونة الأخيرة بين المجتمعات ومنها مجتمعنا السعودي وخاصة الشباب والشابات الذين ركنوا إلى الإكثار من الجلوس أمام الشاشات الفضائية وتناول المأكولات ذات السعرات العالية والدهون المشبعة، التي غالبا ما تكون سببا لرفع الكولسترول وهذا كثيرا ما يؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب بل ويؤدي إلى استفحال السمنة التي تؤدى إلى حدوث الكثير من المشاكل الصحية. ولكن يا ترى هل إقرار مادة التربية البدنية بمدارس البنات يقضي على تلك المشاكل، هنا أتوقف وأقول انظروا إلى نتيجة التربية البدنية بمدارس الأبناء أولا فهل أثمرت وقضت أو حتى خففت من السمنة التي انتشرت بين الأبناء بنسبة عالية. الجواب أقول أبدا أبدا أبدا، فالرياضة البدنية في مدارسنا ليست إلا مضيعة للوقت وإهدارا للطاقات ما دامت تجري على الوضع أو الكيفية التي تمارس بها اليوم، فهل الرياضة البدنية تجد المكان المتسع المناسب لأداء التمارين، أو هل هناك وقت كافٍ لتوالي التمارين الرياضية وتنوعها، أو هل هناك مدربون رياضيون حقيقيون متخصصون لا أظن، فمن المفروض أن تكون الرياضة في مدارسنا على النحو الآتي: أن تتمثل بأداء مجموعة من التمارين الرياضية المتنوعة المتدرجة في الصعوبة في مكان متسع متجدد الهواء على مستوى الأرض يؤديها طلاب المدرسة الواحدة مجتمعين كدفعة واحدة أو اثنتين أو حتى ثلاثة إن أمكن حسب العدد واتساع الفناء، يؤدون التمارين المفروضة ولمدة ساعة صباح كل يوم وتختار لهم تمارين مفيدة وحسب الأعمار. وبالمناسبة كنت قد قرأت منذ أشهر عن طواف لجنة من منسوبى التعليم في عدد من دول العالم للاطلاع على ما لديهم عن الرياضة البدنية ولا أدري ماذا كانت المحصلة إن لم تكن صفرا، وكان المفروض على تلك اللجنة أن تختصر الوقت والجهد والتكاليف وتكتفي بزيارات لعدد من مراكز الرياضة أو اللياقة البدنية التي انتشرت أخيرا في وطننا خاصة بمدينة الرياض، والاطلاع على التمارين الرياضية التي تقدم للمنتسبين إليها لو فعلوا ذلك لوجدوا فيها العجب العجاب، لوجدوا فيها التمارين الرياضية الحقيقية والفعالة والمفيدة والتي تناسب مختلف الأعمار والتي فعلا سيؤدي الاستمرار على ممارستها إلى طرد السمنة من على أكتاف وبطون الأبناء والبنات، أكرر أن الرياضة المطبقة في مدارسنا اليوم وفي مختلف المراحل فاشلة كل الفشل وما دامت كذلك فإن إقرارها على مدارس البنات ستمنى بفشل ذريع.