سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لن نتجاهل مطالب الشعب السوري وندعم التحول الديمقراطي في اليمن أكد أن دعوة الملك عبدالله للانتقال إلى الاتحاد الخليجي خطوة استراتيجية .. رئيس الاتحاد الأوروبي ل «عكاظ»:
أكد رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي، ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، للانتقال من التعاون إلى الاتحاد والقرارات التي تمخضت عن القمة الخليجية الثانية والثلاثين في الرياض، خطوة استراتيجية وطريق لتعزيز العلاقات الخليجية الأوروبية، مشيرا إلى أن هذه الدعوة إيجابية على المستويات كافة. وأعرب في حوار أجرته عكاظ عن قلق الاتحاد الأوروبي من عودة العنف والقتل إلى العراق، مشددا على ملفات الشرق الأوسط والسلام، مطالبا الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان في القدسالشرقية. وأعرب عن أمله في تعاون النظام السوري مع وفد المراقبين العرب، مؤكدا أن هناك دعما أوروبيا كبيرا للتحول الديمقراطي في اليمن عبر بنود المبادرة الخليجية.. وإلى نص الحوار . • بعد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دول الخليج للانتقال من مرحلة التعاون إلى صيغة الاتحاد .. كيف ترون مستقبل العلاقات في المرحلة المقبلة ؟ إن التطورات التي نشهدها حاليا على الساحة الدولية والعربية بوجه خاص، تبرز أهمية التكتلات الاقتصادية، والاتحادات التي تكون مبنية على مفهوم سياسي وقيم ومصالح موحدة .. وانطلاقة دول مجلس التعاون الخليجي للتحرك من التعاون إلى الاتحاد، هي خطوة إيجابية ومتقدمة جدا، وتمثل طريقا جديدا للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وتفتح آفاقا للحوار السياسي والاستراتيجي والاقتصادي. وهو أمر يهم الجانب الأوروبي للتعاون أيضا في ملف أمن واستقرار الخليج. • وما تعليقكم على الإنجازات التي حققتها المبادرة الخليجية في اليمن بهدف إنهاء العنف ؟ في الواقع، أن دول الاتحاد الأوروبي لا ترى بديلا للمبادرة الخليجية، وآلية تنفيذها وهو أمر بات لا جدال فيه، ونطالب على هذا الأساس جميع الأطراف المعنية بالالتزام بالمبادرة، وتنفيذ بنودها، ونرى أن التظاهرات التي شهدها اليمن مؤخرا لا تخدم القضية. ونحن أكدنا في أكثر من مرة، دعمنا لتحقيق التحول الديمقراطي، وتسليم السلطة بالطرق السلمية في اليمن على أساس توافق وطني مستديم، وتحقيق مستقبل أفضل للبلاد، يكون مبنيا على أسس الديمقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان. ونقدر أيضا جهود المملكة للتوصل إلى المبادرة الخليجية بشأن اليمن. ونعتقد أن التوقف عن المظاهرات وعدم مخالفة بنود المبادرة الخليجية سيخدم الخطوات التالية لتنفيذ آلية المبادرة الخليجية. • ملفات الشرق الأوسط أولوية للاتحاد الأوروبي في العام الجديد. ما تقييمكم للمبادرة العربية في سورية؟ هذا صحيح.. ملفات الشرق الأوسط لها أهمية خاصة في السياسة الخارجية الأوروبية رغم التحديات على الساحة الأوروبية بما فيها سياسات التوسيع، وأزمة اليورو. والشرق الأوسط يبقى امتدادا أمنيا واستراتيجيا لأوروبا لا سيما في ظل جهود تنطوي على تفعيل الاتحاد من أجل المتوسط، ووضع آليات جديدة له بعد اندلاع ثورات الربيع العربي انطلاقا من مفهوم الشراكة من أجل الديمقراطية . والملف السوري بعد التحرك العربي، ووصول أول دفعة من المراقبين العرب إلى سورية فإن هناك تطلعا أوروبيا ودوليا أن تتوصل الأطراف المعنية إلى حلول إيجابية سلمية، يتم عن طريقها حل الأزمة ومراعاة مطالب الشعب السوري للتغيير. وباعتقادنا أن حل الأزمة السورية يتطلب من النظام السوري مصداقية مؤكدة للتواصل مع لجنة جامعة الدول العربية لتجنب تفاقم الأوضاع. • ما موقف الاتحاد الأوروبي من التوسع الاستيطاني في القدس؟ نحن قلقون جدا من سياسة الاستيطان، وأوضحنا ذلك في البيان الأوروبي الأخير عدم موافقتنا على السياسة الإسرائيلية في بناء مزيد من المستوطنات، فهناك ألف وحدة سكنية سيتم بناؤها في القدسالشرقية والضفة الغربية وقد طالبنا من الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان الذي يعتبر غير قانوني حسب مبادىء القانون الدولي، ووقف أي إجراءات من شأنها عرقلة مشوار السلام والمفاوضات بين الجانبين، وترك الملفات الحساسة للتشاور حولها في مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أن هذه الإجراءات تعرقل عمل اللجنة الرباعية في وقت نسعى فيه إلى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة؛ للحصول على دولته المستقلة ذات السيادة والقادرة على الحياة. لا بديل عن الحوار السياسي في العراق • يشهد العراق تدهورا أمنيا مع انسحاب القوات الأمريكية، فما الدور الأوروبي في المرحلة المقبلة؟ نحن ندين بشدة موجة العنف التي يشهدها العراق حاليا، وندين التفجيرات الانتحارية التي حصدت أرواح الأبرياء، كما أننا نشعر بقلق من الحالة السياسة الهشة، ونحن ننادي جميع الفصائل العراقية بالجلوس إلى مائدة الحوار والاستماع إلى جميع التوجهات السياسية والعرقية والتوصل إلى توافق من خلال التعددية الحزبية، ولا بديل للحوار السياسي. ونحن على قناعة من أن الحكومة العراقية قادرة على خوض هذا الحوار. أما عن الدور الأوروبي في العراق الجديد، فنحن بادرنا بتوقيع اتفاقية شراكة مع العراق من أجل تفعيل المرحلة المقبلة، والانتقال من الحوار السياسي إلى علاقات شراكة بناءة بين الأوروبي والعراق في إطار التعاون التجاري والتنمية الاقتصادية، وهي اتفاقية من شأنها أيضا وضع النقاط على الحروف لشكل العلاقات الأوروبية العراقية في المستقبل. • إلى أين وصلت المفاوضات لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؟ هناك آراء متعددة حول كيفية الشراكة الكاملة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأعربت ومعي رئيس المفوضية الأوروبية باروسو بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية في تركيا في يونيو الماضي عن استعدادنا لتواصل المفاوضات مع تركيا بشرط الاستمرار في الإصلاحات وصياغة دستور جديد للبلاد يتوافق مع أسس الديمقراطية الأوروبية. وحسب مقابلاتي الأخيرة مع المسؤولين الأتراك فإن هناك توجها صادقا من رئيس الوزراء أوردوغان بطرح حوار مع جميع الفصائل والأحزاب والمعارضة والأكاديميين من أجل تحقيق خطوات بناءة للبلاد في المستقبل.. فهناك جهود صادقة لا بد من الإشادة بها فضلا عن أن تركيا عضو هام في حلف الأطلسي، وهي تشكل جسرا للحوار بين الشرق والغرب في جنوب جغرافية حلف الأطلسي وكلها أمور يجب أخذها في الاعتبار. • ما هي خطوات التوسع الأوروبي المقبلة .. وما الدول المرشحة للعضوية بعد تركيا ؟ تعتمد سياسة الاتحاد الأوروبي، أن تكون أكثر جاذبية لعدد من الدول التي تسعى للانضمام إلى العائلة الأوروبية. وكما نعرف فإن دولا حصلت على دعوة أكيدة للعضوية، ومنها تركيا وكرواتيا ومقدونيا وأيسلندا ومونتنيغرو. ويأتي ذلك بعد خطوة التوسيع التي ضمنت 10 دول من أوروبا الوسطى والشرقيةوجنوب أوروبا في عام 2004وسوف نشهد الانضمام الكامل لكرواتيا في يوليو من عام 2013. وقد تقدمت كل من صربيا وألبانيا بطلب إلى الاتحاد الأوروبي لوضعهما على قائمة الدول التي ستجرى معها مفاوضات للانضمام.