من يطالع الصحف وأخبارها عن الشؤون والقضايا المحلية قد ينتابه وهم بأن الأوضاع تسوء اجتماعيا بسبب كثرة ما بات يقرأ من جرائم وعقوق بحق أفراد الأسرة وقضايا الفساد والفقر والأخطاء الطبية وغيرها لأنه لم يكن في الماضي يقرأ عن مثل هذه الأمور. فصحفنا كانت مليئة بديباجات الخطاب المقولب الذي كان يمتدح الصورة الذهنية المثالية للذات الجماعية حتى توهم كثيرون أنهم بالفعل على تلك الصورة المثالية الكاملة وبدؤوا يتصرفون من منطلقها بفوقية وتعال عنجهي مع بقية البشر. لكن منذ بدأت الصحافة بتسليط الأضواء على الأحوال الاجتماعية الواقعية للإنسان السعودي بكل صعوباتها وهمومها ومشكلاتها وتحدياتها، بدأ الإنسان الذي لم يغتر بالصورة الذهنية المثالية الموهومة عن الذات بالشعور بأن وسائل الإعلام التي تتناول همومه باتت تمثله، بينما من لايزال موهوما بالصورة الوهمية المثالية عن الذات باعتبارها كيانا مثاليا مصمتا اعتبر وسائل الإعلام تلك معادية ومتواطئة وتهدف للتشويه. بينما في الواقع أن الصورة الذهنية النمطية المثالية عن الذات هي ما شوه الإنسان السعودي وجعله يتم النظر إليه بشكل لا إنساني في بقية العالم، ولهذا فإبراز المشكلات والهموم الواقعية التي تشغل عموم المواطنين هي ما يجعل الفرد السعودي يبدو إنسانا عاديا وليس مجرد قالب مصمت من قوالب الخطاب المؤدلج، وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتبر السعوديون الأكثر نشاطا فيها في الشرق الأوسط في تطبيع الصورة الإنسانية للإنسان السعودي وهذه من المفارقات. أن الصورة الذهنية المثالية المقولبة شوهت الإنسان السعودي لأنها جعلته في نظر الآخرين مجرد قالب نمطي وليس إنسانا واقعيا، بينما الصورة الصادقة التي فيها المشكلات والهموم والأخطاء والتحديات والقلق هي التي حسنت وأنسنت صورة الإنسان السعودي. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة