دخل عام وتركنا الآخر نتبادل التهاني على آخر ومضة من أحداثه التي نحسب أن قطعها من ذاكرة أعمارنا سهل بسهولة العد التنازلي لأيامه العجلاء وهي تدوس الوقت لتصل خط النهاية قبل أن تحل بها لعناتنا أضحت الطفولة عصفورا يرتعد يبحث عن الأمان تحت الوسائد ، وعن بقايا حنان الأمومة في جدران المنازل الموشومة بالقسوة، وعن وجوه شكلت شيئا من حياته القصيرة ثم تلاشت ليبقى وحده يصارع الموت بجناحين مكسورين. نحتفي بالكراسي ونقدمها في المجالس ونخلع عليها بردة الصوف المطعمة بالخنوع، وعند ترجلها بساقين أكل الدهر شيئا منها نتحاشى خطواتها في هروب مكشوف عن مساعدتها في تناول العكاز المعكوف رأسه على حكايانا الطويلة مع التبجيل. على الأرفف نكدس الماضي والحاضر ونبقى جزءا من الرف الأخير نودع فيه شيئا من أماني المستقبل وبعض الرسومات الزيتية التي تلتصق بالأصابع كلما مسحت عنها الغبار وفي كل مرة نعود إليها نتحسس مواطن الزهو فيها نجدها أكثر شحوبا كلما زاد الوميض المتهدج بفحيح خافت زاد القلب خشية والأنفاس حشرجة ثمة توقع دائم أن الصوت في خفوته لا يحمل إلا ذبذبات القدر المنسي الذي يفيق فجأة فيكسو دواخلنا حزنا وفقدا ، حتى عندما نغتال صوته ونحجب وميضه يبقى هاجسا في الداخل أن خطب ما سيحل. يجبرنا الزمن على الرحيل وترك بعض منا في تلك الزوايا المسكونة بالوجع، لا يلملم شتاتنا إلا فجر يولد في أرض لا تعرف الضجر، تضحك رياحها لسكون الليل وأسراب الجراد المسجى على الورق ينهش الظلام ليستلذ بالنور !!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة