كلما أشرقت الشمس على مدينتي اتسعت تلك الندوب التي تملأ وجهها، وتفتقت تلك الدمامل المزروعة في بطون الشوارع وعلى خواصر الأبنية، وتعاظم ضرب الأقدام اللاهثة بحثا عن ميلاد يوم آخر قد لا يختلف عن سابقه إلا بما يتركه مشرطه على وجه المدينة من ندوب جديدة. تقضم الوجع وتلوكه ابتسامة صفراء تلهي بها نظرات الفزع في عيوننا باتت ترقب رحيلها في صمت، حول سريرها توجد سبحة وسجادة صلاة ومن علو تسقط قطرات المغذي وقناع الأكسجين لتحجز أناملها ولسانها عن التسبيح، لحظات تتأرجح بين أمل يحملها إلى مدن بين جنباتها يكمن العلاج وبين يأس يسكن معها في غرفة ومبنى وأناس لا يملكون إلا الأنين. يبتسم كلما غمره ظل أمه وهي تطارد أسراب الناموس الذي يتسلى بالرقص على جسده الصغير لحظة أن يتوسد ذراعه الموشومة بالحرمان، يندهش كيف أنها لا تتعب من ممارسة تلك الطقوس في كل ليلة مع أنها لم تمنع عنه الناموس بل يتكاثر في تحدٍ لأسلحتها البدائية والتي عجزت عن تغييرها بالرغم من طول فترة حرب البسوس بين الطرفين.. أقدارنا لا تتشابه إلا في لوعة الفقد والحرمان، وشخصياتنا تختلف إلا في سكب الوجع أقداحا في أحواض زرعت لنا يوما حدائق ورد أبيض وأحمر وبنفسجي تخامره الزرقة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة