تباينت آراء الفقهاء حول صيام عاشوراء، فمنهم من قال إنه لا صيام لثلاثة أيام متتالية (التاسع والعاشر والحادي عشر)، حيث يرون أن السنة هي صيام يوم قبله أو يوم بعده (أي التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر). ولكن الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ نحا منحى آخر، حيث لا يرى أن الاقتصار على صيام يوم العاشر تشبه باليهود، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ورأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: (ما هذا؟)، قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فقال: (أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه)، وقال: (لئن عشت إلى قابل لأصومن يوما قبله أو بعده) في إشارة إلى مخالفة اليهود في صيامهم. وبين آل الشيخ جواز الصيام ليوم واحد وهو العاشر، كون النبي صلى الله عليه وسلم صامه مفردا مدة 11 سنة، أي منذ هجرته للمدينة حتى وفاته، وذلك قبل عزمه إقران العاشر باليومين الآخرين (يوم قبله أو يوم بعده)، ولم يعش للعام القابل كي يصوم يوما قبله أو يوما بعده. ويوضح آل الشيخ أن صيام عاشوراء على ثلاث مراتب؛ أفضلها صيام الأيام الثلاثة (التاسع والعاشر والحادي عشر) لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لئن عشت إلى قابل لأصومن يوما قبله وبعده)، والمرتبة الثانية: صيام العاشر ويوم قبله أو بعده، والثالثة: الاقتصار على صيام يوم العاشر. وعلى الجانب الآخر، يوضح عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد بن عبدالعزيز المصلح أن المسلم لو ضعف ورغب إفراد صوم يوم العاشر فلا بأس على اقتصار الصوم عليه لما له من فضل، مبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى يوم العاشر ويداوم على صيامه. وعن فضل صيام يوم عاشوراء، أشار المصلح إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن صوم عاشوراء، فقال: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم» (أي يوم عاشوراء)، وهذا الشهر (يعني شهر رمضان)، وإلى ما قاله أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: «يكفر السنة الماضية».