اعترف الدكتور محمد عرفان المشرف العام على مستشفى باقدو وعرفان في حديث ل "عكاظ" أن موقفهم أصبح ضعيفا نتيجة هرب الطبيب المتسبب في الخطأ الطبي الذي أدى إلى وفاة الطفل صلاح الدين يوسف عبد اللطيف جميل. وقال الدكتور عرفان إنه قابل أمس في الرياض وزير الصحة لمناقشة جميع تفاصيل الخطأ الطبي. مؤكداً أن المستشفى لم يهرب الطبيب, ومشيرا في الوقت نفسه إلى تواطؤ موظفين متهورين من العاملين في قسم الموارد البشرية بالمستشفى مع الطبيب، بدليل أن المستشفى لم يوقع على أي أوراق تسمح بمغادرة الطبيب. وتعهد الدكتور عرفان بالعمل على إحضار الطبيب الهارب وإخضاعه للتحقيق والحساب على الخطأ الطبي أولا، ومن ثم على هروبه الذي أضعف موقف المستشفى أمام وزارة الصحة والمجتمع، موضحا الحرص الكامل على إظهار الحق ومحاسبة المقصرين والمتسببين، لأن ما حدث - يقول عرفان -أساء لسمعة المستشفى كثيرا، رغم حصوله على شهادة عالمية (سباهي) للجودة في جميع المجالات كأول مستشفى خاص على مستوى المملكة يفوز بهذه الشهادة. ولم يستغرب عرفان المطالبة بإغلاق المستشفى تعاطفا مع ماحدث، إلا أنه استدرك «لو أغلقت المستشفى، ففي ذلك عقاب للمستفيدين وليس لملاك المستشفى فقط»، خاصة وأن في المستشفى حاليا أكثر من 300 مريض. وأشار عرفان إلى أنهم مستعدون لأي قرار يصدر، وقال مبرراً الخطأ الفادح : إن الأخطاء الطبية عملية طبيعية تحدث في أكبر مستشفيات العالم الكبيرة منها والصغيرة, مبينا أن الخطأ الطبي الذي أودى بحياة صلاح الدين لم يسبقه إلا خطأ طبي واحد قبل أربع سنوات - على حد تعبيره غير المقبول -. ودافع الدكتور محمد عرفان قائلا إن العملية أجريت في غرفة الأشعة، وهو المكان الطبيعي لإجرائها لأنه تم أخذ عينة من رقبة الطفل إلا أن الخطأ كان في تبديل شركة الشرقاوي للصيانة النيتروجين بالأوكسجين، وهذا هو السبب الحقيقي لوفاة الطفل. ولم يجب الدكتور عرفان على سؤال ل"عكاظ" عن مسؤولية المستشفى عن خطأ استبدال الأوكسجين بالنيتروجين وتحديدا من استلم مادة بدل مادة، وعدم اكتشاف إدارة المستشفى لهذا الإبدال إلا بعد وفاة الطفل (الضحية) لهذا الإهمال الفادح. وختم الدكتور عرفان حديثه بالقول "نحن ما زلنا رهن التحقيقات منذ وفاة الطفل، وأنا الآن أمام مكتب الوزير وسأتواصل معكم وأطلعكم على نتائج اللقاء وسأجيبكم عن أسباب كثرة الأخطاء رغم الإمكانيات الطبية الجيدة"، وقد حاولنا التواصل مع الدكتور عرفان بعد لقائه بوزير الصحة إلا أنه لم يرد علينا.