يوم بعد يوم وأوضاع الاتحاد المالية تزداد سوءا والمطالبات تنهال على رأس الفايز من كل حدب وصوب والمشجع الاتحادي البسيط يشاطر رئيسه الحزن على حال ناديه الذي كان صرحا فهوى، ولا نعلم هل بمقدور إدارة الفايز الوفاء بكل تلك الالتزامات وانتشال ناديها من وحل الديون التي لا يعرف لها أول من آخر، أو الانزلاق لحد الانغماس التام في عقود تراكمية ستجني الإدارة ثماره بمزيد من الانتكاسات مستقبلا. المعمعة الاتحادية التي لم تترك مثقال ذرة في النادي إلا واكتسحتها لم تمنع المناضلين في النادي من العمل في الخفاء والمناضلة من أجل رسم بسمة خجولة على ثغر الثمانيني الشاحب وهو ينزف من الوريد إلى الوريد من جور ذوي القربى. المناضلون في الاتحاد الذين سعوا للاستقطاب الأميز والأفضل من الموجودين في الساحة كالفريدي فإن مساعيهم لا تخرج عن مغامرة تدفعها الرغبة في النهوض في خطوة لعل وعسى أن تجلب الحلم الغائب عن البيت الاتحادي ما لم يكن عملهم ممزوج بتخطيط تزامني يحرك به الديون الراقدة في خزينة النادي، عدا ذلك فإن الاتحاد سيغرق .. ويغرق .. ويغرق. وما أعنيه (هنا) العمل على اتجاهين الأول محاولة نفض غبار الوعود الوهمية من أعضاء الشرف الذين يزداد ظهورهم كلما ازداد توهج مفاوضات الاتحاد مع النجوم وبقائها في الوجهة كما حدث مع الفريدي وهوساوي، حيث سمعنا بعودة الكبار والقصص الخيالية التي زينت بها مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) والواتس آب لتنساق وراءها الجماهير العاشقة التي لا ترى إلا بعين الحب، وفي الحقيقة لم يكون لهم أثر في تلك المساعي فدعمهم غدا مثل السراب يلاحقه العطشان ولكن لا يجده إلا إذا اعتبرنا أن الحديث والكتابة في الإعلام الجديد دور فعال فلا بأس أن نسميه تويتر الداعم. أما الاتجاه الثاني الذي ينبغي على المناضلين سلكه هو تدعيم الفريق بأفضل العناصر كما حدث باتفاقهم مع أحمد الفريدي الذي وبلا شك يمثل إضافة فنية ليس للاتحاد وإنما لأي ناد يلعب له، فاللاعب الموهوب يستطيع أن يرجح كفة فريقه ويصنع الفرق متى ما أراد والأخير واضع تحتها عدة خطوط لما لها من أهمية، فالذي لا يعترف بمزاجية الموهوبين سيخسرهم، فلهم طقوسهم الخاصة يجب أن تتعامل معه بأسلوب حسن، لكن لا يجب أن يكون على حساب مستقبل النادي. ربما من الممكن أن ينجح الأمير عبدالرحمن بن مساعد وإدارته وإعلامه في إقناع محبي النادي بأن التفريط بالمحياني بسبب قلة مشاركته ولكن ليس من السهل أن تقنعهم بخروج أحمد الفريدي وأسامة هوساوي وهما من ساهما في صناعة البطولات الأخيرة للزعيم. على رئيس الهلال أن يعترف بأن المادة لم تكن وحدها خلف رحيل سرب من نجوم فريقه وإنما هناك من الأمور ما يجعلنا نقول وراء الأكمة ما وراءها، لذا لا بد من دراسة بيئة الهلال من كافة الجوانب لضمان بقاء الأخرين قبل فوات الأوان فالمسألة لم تعد احتراف بقدر ما هي ظاهرة لم يسبق حدوثها هزت أركان الزعيم.