خسر الأهلي النهائي وضاع الحلم بالوصول إلى العالمية في مشهد تعودنا عليه، فلم تكن خسارة الراقي إلا حلقة من حلقات إخفاقاتنا الرياضية.. فلا جديد الكرة السعودية اختلفت الأندية والمصير واحد. لماذا نغضب ؟ فهذا حصاد ما زرعناه وثمار ما غرسناه من تعصب واحتقان وعشوائية وتحايل متوهمين بأننا فقط من يفهم كرة ونحن فقط من نلعب كرة ونحن فقط الأبطال، متناسين أو متجاهلين حقيقة ما وصلنا إليه من انحدار رياضي واهتزاز أخلاقي وتشنج إعلامي. لا بد أن نصارح أنفسنا بأننا نسير في الطريق الخاطئ وهذا الطريق لا يؤدي إلى البطولات، فوضعنا الرياضي مترد. يجب أن نعترف بأن هناك عملا منظما في النادي الأهلي لكن أيضا هناك نقص فاضح، فالفريق الذي يريد أن يحقق إنجازات لا بد أن يكون لديه حارس مميز ومدافع متمكن وصانع لعب ماهر ومهاجم هداف والأهلي لا يمتلك 50 % منها فقط. الأهلي ربما يكون في الطريق ولكن لم يصل بعد. تأزم الاتحاد ندرك تماما مدى التأزم الإداري والمالي الذي يعيشه نادي الاتحاد ونعلم جيدا عن خيبة الأمل الكبيرة التي دغدغت مشاعر المدرج الأصفر وبددت أحلامهم وبدلت طموحاتهم وصادرت حقوقهم التنافسية بين عشية وضحاها، لا لشيء وإنما لعدم وفاء الشرفيين بوعودهم المالية تجاه الإدارة وفضلوا الهروب من الباب الخلفي للمشهد الاتحادي، تاركين خلفهم عقودا ضخمة أو متضخمة وتبرعات وعطايا جسيمة ترفض مبدأ التنازلات، وأرقاما مستفزة دونتها سجلات النادي في ليلة انسلخ فيها حب العميد من قلوب رجالاته. وأمام كل تلك المعوقات إلا أن ذلك لا يعفي إدارة النادي برئاسة الفايز من الصمود والعمل على انتشال فريقها من وحل الديون التي بلغت مداها وأغرقت آمال الصغير قبل الكبير. نقول ذلك على اعتبارها قبلت المهمة وتحملت المسئولية وأرادت خوض المغامرة برغم ضبابية الرؤية، وإصرارها على الترشح وهي تدرك بأن وراء الأكمة ما وراءها وأن حاضر فريقها ليس كماضيه وأن لا مخرج إلا لصاحب القدرة المالية وهي لا تمتلكها. وبالتالي طالما أنها أصبحت في موقع المسئولية كان يفترض لها أن تتصدى لكل مشكلة تواجهها وتقهر المستحيل بالإرادة وتعيد التوهج بالعزيمة وتصنع النجاح من بقايا الفشل، وأن تواجه المصير بلا صراخ ولا عويل، فالعمل الجيد يبدأ وينتهى عند الإدارة. كيف لا وهي من سمت نفسها إدارة المستقبل الذي يجب أن تعمل له وتضحي من أجله. فالاتحادي لا يريد إدارة بيانات متوالية ولا تبريرات محبطة ولا تصريحات مملة فكل ما يريده الاتحادي إدارة على قدرة المسئولية. لذا من الأجدر على إدارة الفايز أن تقف مع نفسها وقفة صادقة لتقنين خطواتها وتحديد سياساتها التي تنطلق منها، بدلا من التردد الذي يسيطر على تفكيرها ما بين الرحيل وإكمال المشوار، عدا ذلك لن تستطيع إدارة الاتحاد أن تحرك ساكنا في مداواة جراح عشاق العميد. وقفة كثير من شجع وهتف ضد الأهلي بمختلف ميولهم.. يا ترى، هل العيب فيهم أم في الأهلي أم في بيئتنا الرياضية !!