لا أعرف ما سر إصرار بعض المسؤولين عندنا على نفي أي تقرير عالمي يخصنا، أقصد أي تقرير يحمل بعض السلبيات، وعلى العكس يتهافتون على تأكيد صحة أي تقرير يحمل مدحا لهم ويبذلون قصارى جهدهم وعلاقاتهم بالإعلام في سبيل إبرازه ونشره بكل مكان، بينما يشجبون وينكرون ما عكس ذلك، وكأن هذه التقارير العالمية تترصد لهم دون غيرهم، عندما تتكلم بعض التقارير عن رداءة جامعاتنا ومناهجنا التعليمية أو رداءة المستوى الصحي عندنا وضعف أداء مستشفياتنا أو جعل الطرق عندنا بمرتبة أخطر طرق في العالم، إلى ما لا نهاية من تقارير عالمية متخصصة، عندما تتكلم عنا هذه التقارير تقابل من مسؤولي الجهات المعنية بتهميش وتكذيب وتقليل أهمية بشكل يدعو للاستغراب، دون تدارك ما يحمله التقرير من ملاحظات ومحاولة تلافيها، تحدت تقارير صحية عالمية عن خطر مرض السكر عندنا وأنه على وشك أن تصنفه منظمة الصحة العالمية بالوباء ولم يحمل مسؤولو وزارة الصحة هذا التقرير بمحمل الجد عدا تحرك دعائي ضعيف لا يسمن ولا يغني من جوع، الأخطر والأدهى والأمر تحدث تقارير عالمية تختص بالأرصاد الجوية عن سيول تاريخية قد تجتاح لا سمح الله بعض مناطقنا الغربية بداية هذا الأسبوع، لدرجة أنهم حددوا كمية الأمطار التي ستهطل والتي ستحمل معها خطورة بالغة على أرواح الناس والبنية التحتية، لكن الجهات المختصة لم تتعامل مع هذا التقرير العالمي بمحمل الجد، ولا سيما أن لنا تجربة كارثية مع السيول تجعلنا أكثر حرصا وخوفا من أي معلومة تخص هذا الأمر، الكارثة أن مدير عام الدفاع المدني بجدة، أفاد أنه لم يردهم حتى عصر الخميس الماضي أي تحذير من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بخصوص احتمالية هطول أمطار غزيرة على جدة أمس السبت أو اليوم الأحد، وسواء صدقت هذه التقارير الجوية العالمية أو لم تصدق، فلا يليق بجهاتنا المسؤولة عن هذا الأمر بالتراخي إلى هذا الحد، خصوصا أن الناس أصبحت على اطلاع ودراية بما يفوق مصلحة الأرصاد نفسها، ولا يجب تجاهل مخاوفها من التقارير العالمية، خصوصا أنه حسب علمي لا تملك الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية متخصصي أرصاد استراتيجيين لفترات طويلة، بل كل ما يملكونه أناس لا يمنحونك معلومات تفوق أي موقع أرصاد على الإنترنت! [email protected]