ما زلت أتساءل كغيري ما الذي دفع المسؤولين لاتخاذ القرار الجرئ في جعل ثلاث فسح؟ أيعتقد متخذو القرار أن جميع المدارس كمدارس أبنائهم ؟، أم هو فقط لنتماشى مع دول العالم ونقلدهم ؟ أيجهلون أن المدارس في تلك الدول حتى وإن قضى فيها الطالب وقتا طويلا فهو يقضيه في بيئة دراسية نظيفة، دورات مياه لائقة به كإنسان، ملاعب خضراء وصالات رياضية يستنفد فيها طاقته ويمارس أنشطته فلا يفكر في شيء آخر يضيع فيه وقته، بوفيهات تقدم وجبات متنوعة ذات قيمة غذائية تعوضه عما سيجده في بيته. تجاهل المسؤولون مايقدم لطلابنا من طعام أو مستوى هذه المدارس؟. أتكلم عن تجربة واقعية لمدارس شاء القدر أن أدرس فيها في واحدة من مدننا الحضارية (جدة) في أحياء معروفة كغليل وقويزة وكيلو 14؛ مدارس غير ملائمة بجميع مرافقها، مقاصف لبيع غذاء مضر بالصحة، لا مجال لهن للعب وممارسة أنشطتهن المختلفة، نعم جميل أمر هذه الفسح للنشاط الحركي، ولكن أي نشاط في بيئة كهذه!.. لا نريد مدارس بمواصفات عالمية، كل مانريده مدرسة نظيفة متوافقة مع معطيات التعليم والتوجيه والترفيه ونريد طعاما صحيا مغذيا تستطيع الطالبة ويستطيع الطالب تناوله. نريد مكانا واسعا مكيفا يقضي فيه الجميع فسحتهم ويمارسون فيه أنشطتهم ويستغلون طاقتهم في النافع والمفيد صحيا لكي يعودوا لدراستهم بنشاط وحماس ورغبة..