أدى تطوير البريد الالكتروني وشبكات التواصل بالانترنت إلى تراجع مستمر في البريد الورقي مما يستدعي التركيز على إرساليات الطرود والمستندات الرسمية أو البحث عن خدمات أخرى مبتكرة ومن هنا سيقدم البريد السعودي عددا من خدمات الحكومة الالكترونية التي يحتاجها المواطن من وزارة العمل بالإضافة إلى تسويق التذاكر الإلكترونية لدوري زين من خلال موقع سوق البريد الالكترونية وتأتي هذه المبادرات لتسويق إمكانات البريد السعودي وتعزيز الثقة فيه حيث نستشف من حديث سابق لرئيس مؤسسة البريد السعودي بعض هموم ومعاناة هذا الجهاز فبالرغم من إنجاز البريد السعودي برنامجا عالميا في العنونة البريدية إلا أن بعض مؤسسات الدولة لم تستفد منه حتى الآن رغم أنه قيد التطبيق منذ ثلاثة أعوام كما أن مشروع تأهيل شركات عالمية تتولى إدارة وتشغيل مكاتب البريد المنتشرة في المناطق والمدن قد تعطل لتحفظ جهات رسمية عليه رغم أنه يحقق عائدا ماليا يفوق الخمسين مليونا شهريا بالإضافة إلى شراكة تملك للبريد السعودي بنسبة 51% بدون تكلفة ولم يكشف رئيس المؤسسة عن أي سبب للإحجام عن الاستفادة من برنامج العنونة البريدية أو أي سبب للتحفظ على المشروع المربح بهذا الحجم مما يجعل تفسير ذلك اجتهاديا ومنها أن البريد السعودي يعاني من أزمة ثقة متوارثة بدأت قديما من تأخير الإرساليات أو ضياعها ثم تجربة منح الامتياز التجاري لمكاتب البريد للقطاع الخاص ولم تنجح التجربة ثم تنفيذ مشروع صناديق البريد الذي كلف الكثير دونما استفادة، ويظل التساؤل قائما من يتحمل قرار هذا المشروع ومن يتحمل عدم تفعيله والخسارة المرتبطة بعدد المساكن ولعله كان مناسبا فصل مشروع العنونة البريدية عن مشروع تركيب الصناديق البريدية ويكون تنفيذ الأخير تدريجيا بموجب قياس وتهيئة المجتمع وتفاعلهم مع الفكرة قبل تركيبها على حساب البريد لكل بيت وشقة بدون فائدة بل إنها تسببت في انطباع سلبي عن البريد السعودي لدى المواطن أو المقيم عندما يرى الصناديق مهملة وتالفة وهو الانطباع الأول في مرحلة تطوير البريد مما يستدعي الكثير من الجهد والإبداع والابتكار لتغيير هذا الانطباع. والمتتبع لإنجازات البريد الأخرى يجد إنجازات مميزة في البنية التحتية والكوادر الشبابية المدربة في خدمة البريد السريع وخدمة واصل وواصل عالمي وبريدي أون لاين وخدمة مريح وخدمة جامعي والمبادرات الأخرى التي ابتكرتها المؤسسة للحج مثل الخرائط الإرشادية للمشاعر وحقيبة الحاج بالإضافة إلى الطوابع البريدية التي أصدرتها في مناسبات وطنية وإقليمية وعالمية.. والأمل أن تنجح مؤسسة البريد السعودي في تسويق هذه المنجزات باحترافية لإعادة كسب الثقة.