أكد رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن أن نظام العنونة البريدية الذي طورته المؤسسة يعد استثماراً إستراتيجياً ستستفيد منه الأجيال المقبلة، ويدعم التوجهات المستقبلية للمملكة نحو تفعيل التعاملات الإلكترونية مثل: الحكومة الإلكترونية، والتجارة الإلكترونية، وتطبيق إستراتيجية (لكل إنسان عنوان). وأوضح في كلمته أمس خلال الجلسة المخصصة لتدشين “إعلان الدوحة للعنونة البريدية"، ضمن أعمال المؤتمر ال25 لاتحاد البريد العالمي، أن المؤسسة استكملت تأسيس وبناء نظام للعنونة يغطي جميع مناطق المملكة، ما يسهل عملية الاستدلال على المواقع والمباني السكنية، والمكاتب التجارية، بكل يسر وسهولة. وأبان أن العنوان البريدي السعودي هو عنوان معياري وقياسي مبني على أساس رقمي إلكتروني، له علاقة واضحة بالإحداثيات الجغرافية، ويتيح وضع العناوين على الخرائط الجغرافية الإلكترونية، ليصبح هذا العنوان متوفراً في الخرائط الذكية، ومعتمداً في الخرائط العالمية. وأكد أن العنوان البريدي السعودي يمكن عملاء البريد من تتبع الإرساليات البريدية إلى العناوين عبر شبكة الانترنت، بواسطة حواسبهم الشخصية وهواتفهم المحمولة، ليسهم ذلك في تسريع وتطوير مبادرات التعاملات الإلكترونية، ويرتقي بقدرة البريد السعودي في تقديم خدمة بريدية تفي بمتطلبات العملاء. ونوه رئيس مؤسسة البريد السعودي إلى أن المؤسسة استكملت بناء أنظمتها الإلكترونية وشبكاتها المتعددة، معتمدة على نظام العناوين الذي تم تطويره، وأصبح مهيأً للاستفادة منه في التخطيط في قطاعات التعليم والصحة وغيرها من القطاعات الخدمية الأخرى، التي بدأت بتحسين خدماتها لتوفر العنوان الدقيق للمستفيدين، إضافة إلى استفادة القطاع الخاص من العنوان البريدي بصورة كبيرة. وأشار معالي الدكتور بنتن إلى أن العنوان البريدي السعودي يتميز أيضاً بالمعلومات التي تتوفر في جميع مكوناته، التي أسهمت في سرعة انتشاره واستخدامه إلكترونياً في جميع المجالات، لافتاً إلى حصول البريد السعودي على جوائز عدة لإنجازه هذا العنوان. وأعرب رئيس مؤسسة البريد السعودي عن استعداد المؤسسة التام لمشاركة كل من يرغب الاستفادة من تجربتها في تطبيق العنونة البريدية. وفي السياق نفسه، أطلق المؤتمر ال25 لاتحاد البريد العالمي “إعلان الدوحة" الخاص بدور البنية التحتية للعناوين في تنمية البلدان الأعضاء في الاتحاد وتكاملها. وقدمت وزيرة الأراضي والإسكان والمستوطنات البشرية التنزانية آنا تيبايجوكا، دعوة رسمية للبلدان الأعضاء لاعتماد الإعلان الخاص بالعنونة، الذي يهدف إلى الحصول على تعهد البلدان الأعضاء بتصميم بنى تحتية وطنية للعناوين، تتيح معالجة البريد وتوزيعه بمزيد من الفعالية، وتتيح تقديم سائر الخدمات القيمة العامة والخاصة. وشددت الوزيرة التنزانية التي تشغل أيضاً منصب سفيرة الاتحاد البريدي العالمي الخاصة المعنية بمبادرة العنونة “عنونة العالم - عنوان للجميع"، على أن تنفيذ بنية تحتية للعناوين سيؤدي إلى تحسين الخدمات العامة مثل المرافق الصحية والنظافة والإمداد بالمياه، إضافة إلى العديد من الخدمات الأساسية. وتضمن الإعلان دعوة الدول الأعضاء في الاتحاد والاتحادات المحدودة إلى بذل قصارى جهدها من أجل إدراج وضع نظام فاعل للعنونة في سياساتها الوطنية، وذلك ضماناً للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار الإقليمي. فيما أشار المدير العام للاتحاد البريدي العالمي إدوارد دايان، إلى اتفاق جميع المتحدثين على أهمية العنونة، وشدد على أن الوقت حان لتحرك جميع الفعاليات الخاصة والرسمية وحشد الموارد للاستفادة من العنونة في تحقيق التنمية في المجتمعات كافة، لافتاً إلى العمل مع المنظمة الدولية للمعايير “الأيزو" لاعتماد معايير موحدة للعنونة. وعرضت عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد، منها: كوستكاريكا والأكوادور وجنوب إفريقيا والمغرب، تجاربهم الناجحة في مجال العنونة البريدية وانعكاساتها الإيجابية على تقديم الخدمات البريدية والمالية وغيرها من الخدمات الضرورية لتنمية المجتمعات، كما أكدت مفوضية اتحاد البريد الإفريقي التزام الدول الإفريقية بتطبيق العنونة، معتبرة أن تطبيقها سيكمّل برنامج تحسين البنية التحتية في إفريقيا المعتمد من الاتحاد الإفريقي.